Sunday, November 30, 2008

و حنين لا يكفى ...



استيقظت فجأة, نظرت إلى الساعة وجدتها الساعة الثانية والنصف صباحاً... نظرت إليه بحب وهو مستغرق فى النوم بجانبها... وعلى وجهه إبتسامة رضا وإطمئنان... ابتسمت وهى تتسلل من تحت يديه بعد أن رفعت الغطاء خوفاً أن يستيقظ...


إرتدت الروب..
فتحت باب الشرفة.. خرجت إلى الهواء.. كانت السماء صافية والطقس جميل مائل إلى البرودة... ظلت متأملة فى السماء للحظات وجسدها يرتجف بين الحين والآخر عندما يداعبها الهواء البارد...
قالت لنفسها بحماس "الآن ! ولم لا !؟"
دخلت مسرعة إلى على ...
ايقظته بلمسات حانية.. صوتها كان عال منتعش وكلماتها تكاد تكون غير مفهومة من سرعتها... استيقظ مفزوع وقبل أن يتفوه.. وضعت يدها على فمه وأخذت تتوسل إليه أن يقوم ليرتدى ملابسه ليخرجا الآن ..
" ها ... لماذا...؟ " قالها وهو مازال يفرك عينيه ليجبر نفسه ألا يغفو مرة أخرى !!
لم تجاوبه.. أضاءت نور الغرفة.. فتحت خزانة الملابس وهى سعيدة يملؤها النشاط والحماس...
" ماذا تريد أن ترتدى؟ .. هذا... بل هذا".. قالتها والضحكات تفصل كلماتها ...
وهو ينظر إليها بحب .. باستغراب وإستنكار وهو يتساءل سراً "يا ترى ماذا سنفعل اليوم؟  أياً كان سأستمتع مادمت بجانبي.. ألا أحبها؟
ارتدا ملابسهما... وهو ينظر إليها فى حيرة .. " ماذا الآن؟ "
لم تتحدث كثيراً, فقط كانت تضحك وتجيب على كل سؤال بقبلة, فيتقبلها ويصبر وهو يبتسم !
ارتدت حذائها , لفت نفسها بشال أحمر تعلم أنه يحبه..
 فتحت الدرج وأخذت منه حقيبة بلاستيكية صغيرة , لم يلبث أن يرى ماذا يحتوى حتى أخفته فى حقيبتها بسرعة, لم يسألها لأنه يعلم أنها لن تجاوبه ...
- " الصبر طيب " قالها محاولاً تهدئة نفسه..
وقفت أمامه وتأكدت من أن ملابسه مهندمة...  قبلته مرة أخرى, وهو قد بدء يستشيط غضباً.
أمسكت يده وتسللا ببطء على السلم حتى لا يستيقظ والديه الذان يعيشان معهما فى نفس المنزل..
خرجا من باب المنزل.. الظلام مازال حالك والبرد لطيف.. الشارع خال ... 
كان ينظر حوله فى حيرة ويتساءل ماذا الآن؟
 نظر إليها فوجدها بدأت تجري متجهة إلى السيارة وهى منتشية..
كان يشاهدها بحب و قد أجبرته تصرفاتها على الابتسام..
فهو يحبها فى كل الأحوال... ولكنه لم يراها سعيدة بهذا القدر من قبل ... تبعها وهو يضحك على نفسه!
 وصلا إلى السيارة.. تولى هو القيادة وهو ينظر إليها فى يأس أن يستوعب ماذا يحدث .. أدار محرك السيارة وأنطلقت السيارة.. أزاحت هي سقف السيارة, وأخذ الهواء يضرب وجههما وجسدهما..
 هى مستمتعة و سعيدة.. بدأت تصرخ من الفرحة والإنسجام وهو ينظر إليها فى سعادة وذهنه يقول "مجنووونة" .. ثم بدأ يصرخ هو الآخر وهو يضحك "إلى أين؟ "...
لم تجاوبه.. فقط أغلقت عينيها وبسطت ذراعيها كأنها تحتضن الهواء ...
ففهم ما تريده...
 استغل ان الشوارع خالية فأخذ يزيد من السرعة.. وهى تصرخ أكثر.. فهو يعلم كم تحب الهواء والسرعة ...
 إتسعت إبتسامتها... لأنه فعل ما كانت تريده ...
نظرا إلى بعضهما .. نظرة تفاهم ..  إقتربت منه .. مستمتعة بالهواء والسرعة ... وهو يفكر كيف يشعر بكل هذه السعادة لمجرد أنها معه؟ مع أنها ترهقه احياناً ولكنه راضي أنه قادر على إسعادها بهذا القدر ...
و هي أيضاً كانت تنظر إليه برضا وحب ... نظرة تغمره بالدفء بالرغم من برودة الجو.
فتحت حقيبتها لتفتح هذه الحقيبة البلاستيكية الصغيرة..أصابته الدهشة وتأكد انها مجنونة بالفعل عندما بدأت فى نفخ البالونة تلو الأخرى ... 
بعد أن نفختهم جميعاً , وطدتهم بنفس الحبل.. ثم أطلقتهم فى الهواء... وأخذت تشاهد هذه الكتلة الكبيرة وهى تطير فى الهواء الطلق...







نظرت إلى البالونة الأخيرة فى يدها...
وطلبت منه أن يوقف السيارة أمام البحر ...
بدءا فى المشى ..
شكرته لأنه لم يخذلها و لبى رغبتها... 
 ألصقت جسدها به ليحتضنها...
احتضنها وهو يتنهد .. راض بقدره أن تكون زوجته الحبيبة مجنونة..  فعلمت بما يفكر فضربته ضربة خفيفة على صدره.. فأخذا يضحكان ...
مرت ساعتان... وهى لم تتوقف عن شكره ...
وهم جالسان يتبادلان الأحاديث والحكايات ..
لم يشعرا بالوقت يمر..  بل شعرا أنهما امتلكا الدنيا بما فيها.. .إحساس الفرحة والرضى والإطمئنان يغمرهما ...



توقفا عن الحديث لفترة.. مستمتعين بالسكون من حولهما ... وبوجودهما مع بعضهما... فهو لم يشعر بهذه السعادة كما شعر اليوم...
 هل الشروق..
 كانت قد نامت على كتفه...
كم يحبها وهى بسيطة... وكم يعشقها وهى مجنونة وبريئة..
فحملها إلى السيارة ...
نامت طوال طريق العودة , وهى ممسكة بالبالونة الوحيدة التى لم تنفخها...
....................................................................................................

فتح باب المنزل وهو ممسك بالبالونة... القى التحية على والدته التى كانت تتناول الفطور 
و صعد إلى غرفته!
وصعدت أمه بعد مدة ...
طرقت الباب.. و لكن كالعادة ليست هناك اجابة...
فتحت الباب.. وجدته نائم وبجواره صورتها والبالونة الفارغة...
نظرت إليه فى حسرة وسألت الله أن يزيل همه...
 فقد مرت ثلاث سنوات منذ وفاتها فجأة وهو على هذه الحال..
وهى مازالت تجهل إلى أين يذهب منذ الساعة الثالثة حتى السادسة صباحاً يومياً !
و ما قصة هذه البالونة !؟

خرجت.. ففتح عينيه وهو مستلقي على سريره يتأمل فى البالونة.. فهى ما تبقى منها..
فقد أطلقت السعادة بعيداً و تركت له ذكراها.. 

و مازال الحنين لا يكفى ...



Thursday, November 27, 2008

حديث الفراق...

طلبت مني أمي أن أجهز حقيبتي ... و قد فعلت في دقائق

كان الطريق طويلا و مظلما و أنا شاردة, ناظرة إلى السماء... أفكر كيف أتوقف عن التفكير و التذكر, بالرغم من أنني لا أريد النسيان


وصلنا البيت فى القاهرة و استقبلتنا نظرة حارس العقار بحسرة و حزن و هو يقول البقاء لله

نعم إنها ثواني و سوف أكون هناك ... لا أريد أن أصعد ولكن ليس لدي مكان آخر أقصده

فتحت أمي الباب و لم أستطع الهروب من الرائحة التي اخترقت أنفي.. إنها رائحتها, مع مزيج من الروائح الأخرى .. مسك و ماء
الورد و رائحة بكاء و حزن لا يمكن ألا تميزها

إنه نفس المنزل الذي غادرته منذ ثلاثة أيام ... نفس الأثاث و نفس الترتيب... و لكنه أصبح شيخا حزينا و مظلما فجأة

هناك شيء ينقصني كي أشعر أنه بيتي... إنها هي

غادرت منذ ثلاثة أيام معها و قد فارقتها روحها... و ذهبت أنا لأفارقها و أعود بدونها, و لكنى سلكت طريق مختلف بعيد عن طريق روحها المجهول

اتكأت على مسندة السلم الحديدية, و لم يتوقف ذهني عن استرجاع كل شيء حدث في ذلك اليوم... كل ثانية... كل ما شعرت به... كل من كان يتحرك فى هذا المكان فى هذا اليوم

و بدأت الأرض تروي لي كيف استقبلت دموعنا في تلك الليلة, و حاولت الجدران احتضاني و لكني رفضت خوفا من أن أقتنع أنها ذهبت و تركتني بالفعل ... مازلت أشعر بها هنا ... و لكن شعوري لم يستطع التغلب على ذاكرتي

و مع كل درجة من درجات السلم أتذكر

نعم تذكرت صرخة أمي لأنها لا تسمع صوت أنفاسها, و تذكرت نفسي حافية القدمين أهرول لأثبت لها أنها بخير و أنها لم تفارق الحياة ... و أن كل شيء على ما يرام... و لحق بي إخوتي

وجدتها نائمة على جنبها الأيمن و عيناها مفتوحتان... و يدها اليمنى فوق اليسرى على السرير

نعم نائمة

اقتربت و ضربات قلبي تدق بقوة و ناديت عليها و لم تجاوبني, أمسكت يدها و لم تقاومني... راقبت أنفاسها بحذر و لم تكذب علي عيناي ... فليس هناك من شيء يدخل أو يخرج

إنها نائمة نعم و لكنها لن تصحو

لم اعى لما حولي حتى سمعت أخي ينادي على جارنا الطبيب الذي أتى بملابس النوم

و أفسحت له الطريق حتى يقول لي أنها تحتاج مستشفى أو أن نبضها ضعيف , ولكنه لم يقل شيئا

لم يقل غير البقاء لله

و غادر و تركنا مع ألمنا و حسرتنا

لم أقل شيئا.. أمسكت يدها ووجهي في السرير ... و لم أقل .. دموعي قالت و كل جسدي صرخ

نعم تذكرت كل ذلك
إنها غرفتها.. أأدخل؟ نعم سأدخل

و دخلت و رأيت الغرفة غير المرتبة......شممت رائحتها مختلطة بالروائح التي استخدموها في غسلها

فأنا بجوار سريرها... و رائحتها لم يقدر عليها هواء ثلاث ليال ... كل شيء كما هو و لكني لم أرك

هنا حدث كل ذلك

هنا أخذت الأقدام تأتي و تغادر من حولك ...هنا بكت الأعين.. و من هنا حاولوا إخراجي من غرفتك و لم أوافق,
هنا قاومت و حاربت كل من حاول أن يفرقك عني لأظل بجانبك حتى آخر لحظة

و هنا فارقت روحك هذا الحياة اللعينة

هنا قُرئت عليك آيات القرآن , و هنا أجهش صوتنا دعاءا و بكاءا .. حسرة على فراقك و رغبة في أن يرحمك الله
هنا نمت بجانبك جسد بلا حراك... ساكن .. ميت ... هنا أغمضت عيني و أرخيت جسدي و نمت بجانبك و لم اخف
لم أخف إلا من فراقك

و قد حدث

هنا غطوا وجهك بالملاءة ليعزلوكِ عن الدنيا ... ليثبتوا أنك رحلت

هنا لم يستجيبوا لرغبتي في أن أرى وجهك حتى آخر لحظة ... و استسلمت لوجودك بجانبي و أنا لا أرى منك شيئا
و هنا تشبثت يدي بيدك حتى طلعت الشمس ... و أيقظوني

و ظهرت السيدتان بالنقاب, يقرؤون علينا السلام و يدعون إليك بالرحمة ... يسألون اين الكفن !! ؟

كفن؟

أ توفيت حقا؟

ألن تفيقي مرة أخرى لتحتضنيني و تدعي لي؟

نعم.. بدأوا ينقلون أدوات الغسل

كان علي المغادرة لأني لم أستطع أن أشهد دليل ذهابك بلا عودة

كان علي أن أغادر أفضل من أن أراك ترحلين عني و أنا مغلولة الأيدي

و رحلت بردائى الأسود ليس حدادا على روحك و إنما حزنا على رحيلك و إعلانا عن انطفاء شمعة جميلة و دافئة في حياتي , سيصيبنى البرد و الظلام من بعدها

رحلت و قد كنت نور حياتي , قد كنت مصدر دفئي

رحلت و أنت كالشمعة التي كانت تحرق ذاتها من أجل الآخرين

و أنا رحلت ... بشفاه متشققة و عيون مخبأة وراء نظارات سوداء... خرجت إلى الشارع , ووجدت السيارات ووجدت الناس كما هم و الحياة كما هى ! و اندهشت ... فكيف لم تتوقف الحياة لرحيلك؟ و كيف سأحيا فى هذه الدنيا الغريبة علي و أنت لست فيها؟

جلست على الأرض بجانب سريرها و أنا أتذكر ... كل ما حدث ... و تذكرت

عندما قابلنى ألأصدقاء بالأحضان التي ارتميت فيها و أنا أجهش بكاءا و داخلي يتمزق و لا يكاد يصدق أنك رحلت, لم أشعر بشيء غير البرودة .. و تبلدت ... و عدت إلى المنزل و قد رحلوا و أخذوكِ لمحطتك الأخيرة فى الدنيا

و أصبح المنزل خاليا , و أصبحت فيه وحدي

نعم كل ذلك اصبح ملك ذاكرتي .. أملاك لن يفرط فيها قلبي

تذكرت و أنا وحدي أراقب كيف أزاحوا الكراسي ليمر كفنك, و كيف أزاحوا السجاد حتى لا تبتل بماء غسلك ... و تذكرت النوافذ المفتوحة لتطرد رائحتك و رائحة المسك و الورد الذى غسلتى به

تذكرت و أنا وحدي .. أدبر الحقيبة لأسافر و أحضر عزائك

و تذكرت الطريق الطويل الذي ناديت عليه لأسأله إن كان سيكون سببا في قبض روحي ... ووصولي كان إجابته بأن موعدها قد حان و لكن علي أنا الانتظار

و تقبلت إجابته, فليس لدى خيار آخر

وصلت ووجدت صوان العزاء و المئات يتوافدون, يلقون السلام و يتصافحون, منهم مبتسمون و منهم ليس على وجههم أي تعبير, و صوت آيات القرءان تخترق أذناي و تعلن عن رحيلك لكل هؤلاء الناس و تعلن لي بأن اللقاء أصبح شبه مستحيل

و دخلت عزاء السيدات ... و لكن لم تحملني قدماي و ساندني أخي حتى وصلت

نعم يا حبيبتي قد رحلت عن الدنيا و لكنك لم تفارقيني ... لم تتركيني كما وعدتني دائما

مرت أيام العزاء.. استقبلت فيهم أنا و أهلي الكثيرين ... معظمعم أتوا للواجب و قليلون حزنوا عليك .. كلهم قالوا "البقاء لله" و كلهم أخذوا يواسونني بنفس الطريقة

منهم من قال أنك كنت عجوز و الطبيعي أن تغادري ,
و منهم من قال مريضة و الموت لها راحة لابد أن نشكر الله عليها و لا نحزن,
و منهم من تفننوا فى الخرافات الخاصة بالموت .. البكاء ليلا يحرق المتوفى و البكاء نهارا حرام شرعا و آخرين قالوا كفر .. منهم من قال أننا أنانيون لأننا لا نشعر بالراحة لراحتها.. و الكثير من الكلام الذي لا ينقصنا و لا ينقصنا أصحابه


دموعي لم تفارقني

ثم توقفت الدموع فجأة و لم أعد أستطيع البكاء

و انتهى شريط هذه الذكرى و مازلت لا أستطيع البكاء , مازالت لا أشعر بالحزن .. بل أشعر بالراحة و الاطمئنان عليك وشوقي إليك لا تصفه كلمات

و احتياجي لك لن يقل يوم بعد آخر و لن يعوضك أحد

لا أعلم متى سأغادر أو كيف ستكون حياتي و لكني أعلم أنك ترينني و يمكنك الإحساس بي ... فأريدك أن تعلمى أننى احبك .. كما لن احب احد

أنا أردت أن أخلد لحظة رحيلك لأني أريد أن أنساها ... فلدي الكثير من الأشياء الجميلة عنك لأتذكرها

و أنا مازلت أتنفس ‍

Monday, October 27, 2008

إستغاثة صامتة...



لم يستوعب الرجل طلبها , إعتقد أنه قد أخطىء السمع , فسألها مرة أخرى ... ذابلة؟؟

و لم يتأكد إلا بعد ان أخرجت وردة ذابلة من حقيبتها , داكنة اللون , متقشفة اوراقها التى تتساقط مع كل هزة, بلا رائحة... قالت له: مثل هذه!

أدخلت الوردة و أخرجت قائمة طويلة مدون فيها العديد من العناوين , لا يمكن حصرها, ثم وضعت على الطاولة مبلغ كبير جدا دون إنتظاره ليقول سعر معين, و هو لم يتحدث! لأن المبلغ كان أكبر بكثير مما كان يريده...

وضعت نظارتها السوداء على عينيها , و قالت له: فى خانة المرسِل, اكتب مجهول.

غادرت و تركت الرجل شاغر فاه من الذهول و الإستغراب, ينظر إليها و إلى القائمة و إلى النقود! و هو يفكر فى طلبها..

فطلبها كان وردة ذابلة لكل عنوان و الإهداء من مجهول.!!

قادت سيارتها فى هدوء تام , ثبات, ذهنها صافى ...

الليل بدأ يخيم, وصلت إلى بيتها الذى تسكن فيه وحدها , دخلت العمارة و لم تقابل أحدا فى طريقها إلى المصعد .

و قبل خروجها من المصعد, فتحت حقيبتها و تركت فيه الوردة على أرض المصعد.

فتحت باب المنزل , لم ترى شىء لأن الظلام كان حالك, و لكنها لم تضىء أى أنوار...

تحسست الطريق إلى غرفتها, وصلت إلى سريرها لتلتقط ثوبها الأسود المفروش عليه, و إستبدلت به ملابسها, و أمسكت بالشمعة التى كانت بجانب الثوب , شمعة صغيرة و هزيلة, أشعلتها و إستخدمتها لتصل إلى شباك التحكم الخاص بالكهرباء, و أقفلت جميع مفاتيحه.



كان الدمع يملأ عينيها, و لكنها لن تتوقف... فات الآوان !!

و لماذا توقف؟ من يكترث الآن؟

أخذت الكاسيت الصغير المجهز ليعمل بالبطارية , فيه شريط خال.

توجهت إلى الحمام, و ثبتت الشمعة على الحوض, و دهنت شفتيها بقلم الكحل حتى أصبحت سوداء تماما, شفاه ميتة !



حررت شعرها من كل ما فيه ...

ووضعت الكاسيت فى أعلى رف قريب من سقف الحمام, حتى يستطيع التسجيل إلى آخر لحظة.


تأكدت أن جميع مفاتيح المياة داخل الحمام قد نزعت و لم يتبقى إلا ماسورة واحدة التحكم فيها من خارج الحمام.

و فتحته من الخارج, ثم أغلقت باب الحمام, , أغلقته بالمفتاح مرتين...

ثم تخلصت من المفتاح من نافذة الحمام, و أغلقت النافذة, و لم يتبقى إلا هى و الشمعة داخل هذا السجن الإرادى.

إستلقت داخل حوض الإستحمام, فغمرت المياة الشديدة ثوبها... و آلمتها قوة إندفاع المياه و لكنها لا تستطيع إقفالها الآن...

إستسلمت لأغتصاب قطرات المياه لكل ذرة فى جسدها, أغمضت عينيها ,, و بكت.. بكاءا شديدا لم يسمعه غير الكاسيت الذى يسجل أنفاسها...

و لولا المياة لما علم أحد بوفاتها...

و حينها فقط علمت كل أسرة من أرسل الوردة و لماذا ذابلة, و لكن كان وقت إنقاذها قد فات...

فقد كانت إستغاثة صامتة...


Saturday, October 25, 2008

تحياتى ... لطبيبي العزيز.



فى أول لقاء جمعنى به, كان الإبتسامة تعلو وجهه, و الإحترام هو ما لا يمكن نسيانه عندما تذكر صفاته...

صوته الهادىء و مظهره المريح يجبرك على ان تقبله و ترتاح له و تحبه دون احتياجك لوقت أطول لتعرفه... تلمس فى معاملته حسن التربية و جمال التفهم, و تلمس فى كلماته ثقة مليئة بالتواضع.

قال لى ان العلاج سيستمر لمدة سنة أو سنة و نصف , مضت منهم سبعة أشهر, رأيته فيها عشرات المرات, لم أتخلف مرة واحدة عن ميعادى, و لم اضيع فرصة إصطحاب العديد من أصدقائى و أقاربى لأعرفهم عليه, الذين كانوا متشوقين لرؤيته من جمال وصفى له ...

كان هو طبيب الأسنان الجميل . دكتور أسامة زايد...

كان نعم الخلق و المهارة...

كان الأستاذ المتواضع و الطبيب الصادق المحترم ...

رحل فجأة بعد فترة مرض قصيرة, رحل و لم تسنح لى الفرصة بزيارته او بتعبيرى له عن مدى إحترامى و إعتزازى به...

رحل و قد لمست وفاته أعماق قلبى, و كم زلزلنى خبر وفاته ,وأوجعنى رحيله بالرغم من معرفتى القصيرة به...

رحل و هو تارك سمعة طيبة و سيرة جميلة تفخر بها عائلته و يفخر بها كل من يعرفه.

كان خير قدوة يقتدى بها , و خير رجل يعتمد عليه... و خير طبيب تثق فيه ...

رحل فى الخامس عشر من أكتوبر ... و لكنى لم أعلم بوفاته إلا اليوم ...

رحل و هو ما يزال فى ريعان الشباب... و لكن لم و لن تمحى وفاته حبنا ولا إحترامنا له ... و لن يقدر الزمن ان ينسينا إياه .

لن انساك يا طبيبى العزيز ... سيحفر حزنى صورتك الطيبة فى ذاكرتى , و ستظل نعم الطبيب و نعم الإنسان...

و لك فى قلبى كل الحب و التقدير ... و ما هذه الكلمات إلا محاولة ضعيفة منى أن أعبر عن مدى صدمتى و حزنى لرحيلك... و تخليدا لسيرتك الطيبة العطرة... و شكرا لك... و تحية منى لعائلتك الكريمة التى لها كل الفخر ان تكون عائلتك.

و ما دموعى إلا دليل على صدق حزنى ...

نعم رحل...

و لكن أملى ليس له حدود فى ان يتجاوز الله عن سيئاته , و ينعم عليه بالجنة.

اللهم ارحمه و بلغه الفردوس الأعلى و احشره مع الصالحين.

تحياتى يا طبيبي العزيز...



Friday, September 26, 2008

تمنى الموت ..





لكل زمن ما يميزه.. ولكل وقت ملامحه...
وزمننا هذا يميزه تمنى الموت... فلم تعد القبور مكان نتجنبه ولم تعد سيرة الموت مكروهة كما سبق ولم يعد التفكير فى الموت يقتصر على مرضى الإكتئاب... فمعظم الناس أصبحوا لا يقون على الحياة لدرجة جعلت الموت أجمل أمانيهم ..
كما يقول الشاعر :
(ألا موت يباع فاشتريه فهذا العيش ما لا خير فيه)
أيضاً قال الرسول عليه الصلاة والسلام أن يوم القيامة سيكون قريباً عندما يمر المرء بالقبور ويقول يا ليتنى كنت مكانه ... ((لا تقوم الساعة حتّى يمرّ الرجل بقبر الرجل, فيقول: ياليتني مكانه)
ومع ذلك نهانا عن تمنى الموت ... و أمرنا بالرضا والتمسك بالحياة ... لأن تمنى الموت اعتراض على حكمة الله , و فيه إعتراض على مشيئته وعلى قدره ... وعلم الخالق أنه سيأتى هذا الزمان الذى نتخيل فيه أن يصبح الموت أرحم لنا من الحياة ... أن نتوهم أنه الدواء.. أنه الراحة التامة.. أن نستسلم جميعاً لفكرة الرقود بسلام ناسين الحساب والعذاب الذى قد يلحق بنا ...
ومن يتمنى الموت ليس بالضرورة فقير أو معاق.. ليس بالضرورة كهل مُهمل أو مريض ضعيف أو مظلوم ومقهور ...
الجميع يتمنوا الموت لأنه لم يعد فى الحياة ما يشجع على البقاء.. لم يعد فيها ما يغري للاستمرار ...
لم يعد فيها النقاء والجمال القليل الذى تعودنا على تذوقه من حين الى آخر فينسينا الآلام التى تغمر نفوسنا ...
لم يعد فيها مكان يسع الفرحة .. لأن الأحزان هى الأقوى ...




انعدم لدينا الشعور أو الإحساس بالبهجة.. ولا حتى فى مناسباتها.. فليس للأعياد طعم.. ولا فى الأفراح بهجة.. لم نعد نستقبل رمضان بنفس الشوق ولا نودعه بنفس الحرارة والحزن.. لم نعد نشعر بالوقت.. لم نعد نحتمل بعض ...
الصراخ هو الأسهل.. الصوت العالى هو فقط الذى يسمع ... العنف هو السائد حتى فى أفكارنا وأحلامنا ...
لم يبقى فيها ما يشوقنا إليها إلا أن تنسى ذاتك وتقرر التضحية من أجل إزالة هموم الآخرين ...
جئنا للحياة بالألم وسنتركها بألم وما يبقينا فيها خوف من المجهول وشفقة يسببان لنا الذعر والألم ليبقينا فى الحياة الألم أيضاً .
الإبتسامات أصبحت باهتة .. الجرائم علنية والظلم بين.. الإشارات الحمراء أصبحت بلا قيمة .. فكسر القوانين أصبح مداعاة للفخر .
نتمنى الموت لأن الحياة اصبح لونها باهت والعلاقات بين الناس أصبحت فاترة ... فغاب عنا شكل الأسرة المجتمعة وأصبح الترابط الأسري وهم فى خيالنا أو شبح من الماضي عند ذكره نتنهد ...
نتمنى الموت لأننا نجد فيه حياة قد تكون أرحم وأقل قسوة ... نجد فيه المنقذ من هلاك يتزايد ولا يقوى أحد على إيقافه...
نتمنى الموت لأننا نجد فى هروبنا الحل المتبقي لهزيمة آلامنا ...
نتمناه لأنه هو الوحيد الذى نجهل ألمه.. كمن يتزوج معتقد أن حياته الجديدة ستكون مثالية وسيتخلص من كل آلامه السابقة ... ليفاجئ بها قادمة كالعاصفة القوية ولكنه وحده سيواجهها هذه المرة...
هو خيالنا الوهمى وفكرنا الضيق الذى يرينا الموت فى أفضل أثوابه..
هكذا نأمل الحياة فى الموت وهو فى الحقيقة الهروب إلى الهلاك ... فألمنا فى الحياة لا نتحمله وحدنا فدائماً هناك من يساندنا بشكل أو بآخر .. هناك من نستطيع طلب مساعدته.. بينما سنواجه عذابنا وحدنا بعد الموت ... وليس هناك طريق للعودة !
ولكن الموت الذى نتمناه ليس هو الموت الذى سنذوقه بالفعل.. فرؤيتنا عن الموت مختلفة.. فهو راحة و سلام..  رقود بلا رجوع.. سكون لا يمكن إختراقه ... هروب لن يفسده أحد ... تخلص من كل الآلام والمتاعب.. المشكلات ..الجروح والصدمات ... كل ما يمكن أن يدمر أو أن يعكر صفو هذا السكون ...
إنه إعلان عن إختفاء كامل وشامل و أبدي لهذا الكائن من على وجه البسيطة ... إنه إعلان عن إزالته من الوجود.. إنتصار على الحياة الى الأبد.. أنه ذهاب بلا عودة ... إنه ما نتمناه فى الموت ...
نتمناه بدون حساب..  بدون رجوع.. بدون بعث... بدون عذاب أو ثواب ...
لو كان يمكننى أن أتوسل إلى الله أف س ن ينعم على بهذه النعمة... لكنت فعلت منذ أمد.. و لا أعلم هل يعتبر هذا اعتراض على قدره ومشيئته ... ولكنه تمنى الأفضل من وجهة نظري... لماذا وهبنا الله نعمة الدعاء إن كنا لن نسأله عن ما لا يقدر عليه غيره... إن كنا لن نسأله على ما نأمل فى الحصول عليه...
ولكنه مستحيل لأنه ضد مبدأ العدالة ... لأنى اعلم أنه لو ممكن تحقيق حلمي.. لطلبه الجميع دون إستثناء.
ولذلك سيظل حلم لن تغيب عنه الشمس لأنه مستحيل ...
و فى النهاية إنه جهلنا بحقائق الموت ما يجعلنا نتمناه... وإنه أملنا فى المجهول الذي لن يكشف عن اسراره إلا فى ميعاده لكل منا...
ويقينى أن الجميع على الأقل فى لحظة من حياتهم قد تمنوا الموت ولكن أملي أن ننظر إلى الحياة بشكل مختلف.. فالألم هو أصدق وأجمل ما فيها.. فهو خير إذا تفكرنا فى الحكمة من وراءه.. فهو ابتلاء..  وللابتلاء ثلاث فوائد أو درجات: الدرجة الأولى : محو السيئات و تكفير الذنوب.. الثانية : زيادة ومضاعفة الحسنات  و الثالثة: رفع درجة فى القرب من الله سبحانه وتعالى ... والمؤمن مصاب.. لذا إبتلاءه رضا وألمنا فى النهاية رأفة بحالنا ... فكفانا تمني الموت.. تمنى المجهول.. لأن الأفضل بالضرورة هو فى الحياة ... فى الصبر ..
قد اخترت الكتابة عن تمني الموت لأنه كان يوماً من الأيام كل أحلامي ... تمنيت الموت و كلي أمل أن أتخلص مني إلى الأبد... دون تردد .. دون رجوع ودون شروط...
بالأخير هو أمنية... مشروعة فى خيالنا ومنهية فى حياتنا ككثير من الأشياء ...
ولكنى إنتظرت طويلاً ليحدث.. فلم أمت ولم أعش...
ولم أجد فى تمني الموت لذة أو راحة بقدر ما كانت تغمرني الكآبة ويسيطر علي الظلام... و لكني وجدت فى الصبر قوة وراحة وفرصة لا يعطيها الله كثيراً, ولأن المؤمن مصاب .. فأسأل الله أن يصيبنا فى حياتنا وليس فى موتنا ..
اللهم اجعل الحياة زيادة لنا فى كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر...

Friday, September 12, 2008

إلى أين؟؟



اين هى مصر؟ إلى أين ستصل ؟ سؤال يطرحه المصريون فى اذهانهم و خواطرهم و برامجهم؟

قافلة مصرية لفك حصار غزة … و كارثة تهز القاهرة, و تفصح عن مستقبل مصر …و تنذر …. !!!
قام بتنظيم القافلة حزب العمل و اللجنة الشعبية لفك الحصار عن غزة و قضاة و اطباء وسياسيون و مسئولين من المجتمع المدنى و بعض الحركات السياسية كحركة كفاية وحركة غاضبون و جماعة الإخوان المسلمين بالإضافة إلى بعض المتضامنين من المواطنين المدنيين… فى حملة مصرية مائة بالمائة, تم تنظيمها منذ ايام و على مسمع من الجميع… و هاهى القافلة انطلقت ,, و تناضل قوات الأمن و تتحدى ذاتها, مدافعة عن رسالة و أمل… متوكلة على الله , تمثل مصر و المصريين... تريد فعل الخير و مساعدة فقراء غزة بالغذاء و الأدوية و بعيدا عن موقفى من هذه الحملة , التى لم تتحدث عنها أى من البرامج الإعلامية المشهورة بمصداقيتها و لم ينشر عنها كلمة واحدة , لا أدرى خوف من تضامن بقية الشعب المصرى لهذه القافلة , ام محاولة لإخفاء مثل هذا الحدث ...
و لذلك و انا على الحياد... دون ان اتفق او اختلف مع اسلوب التنفيذ او ما سيترتب عليه. ارى في هذه القافلة فى هذا الحدث ... علامة .. اري فيها شىء غاب عن المصري منذ زمن.. اري رائحة امل تفوح و تخترق بقوة …
اري رسالة.. اري شجاعة … اري إتحاد و قوة … أري الحضارة.. الفراعنة … اري الخوف يتلاشى من بطش الظالمين و العملاء … اري صبر و مثابرة و إيمان … اري طاقات نور داخلنا تظهر …اري جهاد نتذكره.. اري امة إحيائها ليس صعب …
و بعيدا عن النتائج التى تبغى القافلة او الحملة تحقيقها, و ما يمكن تحقيقه بالفعل , و ما سوف يترتب على هذا الحدث … أري إشارة حمراء تستدعى التوقف عندها .. و ضرورة بالغها لتحليلها, و إن كنت غير مؤهلة بالطبع للقيام بهذا الدور … و لكن لى ان اعبر عن رأيي المتواضع…
أعتقد سلوك و أفكار الشعب المصرى تغير او إختلف منذ أحداث السادس من إبريل.. فقد رأي الشعب أن هناك فرصة للإتحاد و التمرد على أوضاع الظلم التى لا ينكرها أحد … ووجدوا أمل فى ان يصرخ هذا الشعب يوما ما دون خوف او ذعر … رأي وجه آخر للمصرى الآدمى… الذى يأمل فى حياة افضل , و يتحدى ذاته للوصول لغد مشرق ..
و من هنا بدأت العديد من الأحداث تطل علينا يوما بعد آخر من إضراب العمال, لوقفات إحتجاجية و إرتفاع ملحوظ فى عدد المظاهرات, و اليوم هاهى القافلة !!
إلى أين سنصل ؟؟
ما هو مستقبل مصر , و كيف سيكون حال المصريون بعد عشر سنوات من الآن؟؟
سؤال نطرحه جميعا !!
و إجابته نجهلها, و لكن المؤشرات لا تبخل علينا لنتوقع !!

يتزامن مع خروج القافلة وقوع كارثة راح ضحيتها ما يفوق الستين حتى الآن, الذين قتلتهم الصخور المندفعة حسب ما نشر و الله أعلم بعدتهم, و آخرين تحت الأنقاض الله أعلم إن كانوا سيخرجوا يوما !! و اوجعت قلوب الآلاف و الملايين من المصريين و العرب …

يقولون كارثة طبيعية !
و يصرحون بتسليم شقق مجهزة فى خلال يومين و دون مقابل لكل اسر الضحايا…
نعم كارثة طبيعية و لكنها متوقعة منذ أكثر من خمسة عشر عام حسب ما نشر فى الجرائد الرسمية, فقد توقع و حذر علماء و خبراء فى الحغرافيا و الجيولوجيا و الطبيعة من ان يحدث هذا ...
و قام العديد من الباحثين بدراسة هذه الصخور فى رسائل الماجيستير التى تكنزها مكتبات الجامعات دون فائدة, إلا الدرجة التى حصل عليها الباحث !!
و نعم صرحوا بتسليم شقق فورا, و لكن هل لابد أن تحدث الكارثة حتى نعطى هؤلاء الناس فرصة لكى يعيشوا كآدميين؟ هل لابد ان نربط الفرحة بالكوارث و الحزن و الألم؟؟
و إذا كانت هذا الشقق جاهزة, لم كانت خالية ممن يسكنها؟ أنهوى تعذيب الغلابة. هل نتلذذ من ألمهم؟
و هل لابد أن يسكنوا الشقق المزعوم تسليمها بحرقة على اسرة ضاعت أو عائلة كاملة فقدت؟؟

و لكن أنا لا أنقل فقط ما يحدث لأوافيكم بالجديد, و لكن عندما قرأت خبر تهجم الأهالى على محافظ القاهرة, و ضرب المسؤلين بالحجارة و الطوب و إحتجاز بعض من أعضاء مجلس الشعب و منع آخرين من زيارة المكان , و قيام بعض من السكان الشباب ببناء حصن خشبي مزود بأسلحة بيضاء على غرار الحصن الأمنى الخاص بقوات الأمن إستعدادا لمواجهات دامية بين السكان و الشرطة !!...
و قيل انهم اصربوا عن الطعام فى المخيمات !!
هؤلاء الأهالى و السكان هم أيضا من مصر و يحملون الجنسية المصرية, و ها هم يثورون و يتمردون و يتحدون !!
هؤلاء هم سكان العشوائيات, القراء و المحتاجين, الذين صبروا و تعايشوا كما يتعايش الكلب الضال , و لم نسمع اصواتهم و لا حتى شكواهم, هؤلاء من فقدوا كل معنى للذة الحياة او متعها, و لم يكن يتبقى لهم إلا أرواحهم , و عندما فقدوها … هاهم يعلنوا الحرب ! مع تأكدهم أنهم الأضعف !
عندما فقدوا ما يملكون , ثاروا وإ نهاروا و فقدوا السيطرة على الوحش المتعطش للإنتقام داخلهم…
لن اتحدث عن الفساد, و لن الوم المسؤلين بعد الآن, كل ما اردت من هذا المقال هو ان اثبت ان مهما السكوت طال.. فالفجر دائما قريب..
نشر فى الجرائد ان الأهالى تسلموا بالفعل الشقق , و مجانا !
و لكن هذا لن يمنع سلسلة الكوارث المتوقعة, سواء فى جبل المقطم او غيرها , لن يمنع سياسة الإستهتار التى يتميز بها المسؤلون المحترمون...
و هذا لا يجاوب على سؤالنا ؟ مصر رايحة على فين؟


و لنا ان نتوقع ماذا يمكن ان تكون عليه مصر بعد سنوات من الآن, إذا استمر التعايش و الخوف و السكوت الذى غالبا لا نفيق منه إلا على كارثة تضيع احلامنا و أرواحنا ؟
لنا ان نحترم الإشارة الحمراء .. لنا ان نتقبل ما يحدث كنذير …

لأشياء الله وحده يعلمها !

Sunday, September 7, 2008

إيه إللى يقرفك و انا اعمله؟




لا أحب الشعر ولا أرى فى إنتقاد الحكومة فائدة, خاصة إذا كان سيكون مجرد إنتقاد بلا خطوة تتبعه, و لكن اعجبنى إيجازه, و خفة ظله, مع أنه يتحدث عن هموم, و لكنها واقع .. و اقع تم إيجازه فى كلمات قليلة و سرد رائع لتكون شر البلية ما يضحك.
ربما نعرف معظمه, و لكن اسلوب التناول يستحق الإحترام فعلا اتمنى ان توافقونى الرأى...
انه أستاذ ياسر قطامش فى ملحق اجازة ... كتب :
يوميات منكوس بن ملحوس ...
إيه اللى يقرفك و انا اعمله ..
حدثنى صديقى الأكرم محمد محرم قال :

كان يا مكان فى بلاد القرفستان
الحكومة صاحبة السيادة رأت الناس فى أمانة خافت عليهم من البلادة
و قال فيلسوف الغبرة المشهود له فى كل هبرة
لكى تستقر الدولة إقلبوا عليها الطاولة
و سلطوا على الشعب مين يبهدله و يسأله: غيه اللى يقرفك و انا اعمله
فمثلا التوقيت الصيفى و الشتوى مش على كيفهم يتم تطبيقه عشان يقرفهم
إذا كان دخول المدارس فى أواخر رمضان يؤدى للعكننة و اللخبطة و التوهان..
. يتم تطبيقه على الفور و إاللى مش عاجبه يشرب من البحر
و الناس إللى ماشية تتسكع و فى الشوارع بتبرطع
نعمل لهم أرصفة عالية يتكعبلوا فيها و الناس تتخرشم فى وشها و رجليها
و إللى غاويين عربيات و مبسوطين و بيضربوا كلاكسات
نعمل لهم مطبات و مزلقانات و حوادث قطارات
و لجان مرور تنكد عليهم و على قفاهم تديهم
و إللى يهرب فى المراكب و العبارات نغرقه فى بحر الظلمات
اما الغنياء الذين يأكلون اللحمة فنوفر لهم لحمة حمير فخمة
و من يذهب لقضاء مصلحة شخصية فى جهة حكومية
سلطوا عليه اللوائح المجنونة على طريقة دوخينى يا لمووونة
و نعطيهم علاوة باليمين نأخذ اضعافها غلاء و بنزين
و نقولهم عندكوا بنوين تمانين و بعدين نسحبه من محطات البنزين
لكى ندوخهم و نشحططهم و نقرفهم و نمرمطهم
اما هواة التدخين فوقعتهم طين
وضعنا لهم على علب السجائر
صورة مبهجة و مفرحة لواحد مقتول فى المشرحة
و إذا تبقى أحد فرحان نقبض عليه و نجيبله اخبار جنان
مثل حجزوا على بيتك و مالك و ضاع فى البورصة مالك
و ابوك جاله شلل و جابولو كرسى بعجل
و مراتك وقعت عليها طاسة زيت و حصلت حريقة فى البيت
لأن المواطن إذا احس بالسعادة سيناكفنا و يخالفنا و علينا ان نقرفه قبل ما يقرفنا
و مع ذلك فالناس مازالوا يضحكون
فإنا لله و إنا إليه راجعون !!

و لا تعليق ...!!




Monday, September 1, 2008

Ramdan's chance...



It’s Ramadan ….finally :)
It’s what we have been waiting for, for days and months …
Crowded mosques, Qur2an, praying till dawn… gathering for the sake of Allah …

NO
TV shows,
Series,
Fighting,
Parties,
Cigarettes
Gossips,
Too much eating…
Too much sleeping …
No sins !!

It’s a month for Allah… for praying and praying … for getting closer to Allah not to life …
It’s our chance to open a new page, to be new people, better people…better MUSLIMS…
It’s the open door for every Muslim to correct his deeds…
It’s the perfect opportunity for us to taste the beauty of Islam and being real Muslims …
It’s the time to say goodbye to our sins … and welcome happily our new good lifestyle …

It’s Ramadan … God’s best month …
Our real chance …
To see another good sides in ourselves… to see our strength “ controlling ourselves “ …
Don’t waste it…
Don’t be lazy and never lose hope …

It’s our time to taste pure humanity and forget all the desires and all what’s related to life … and devote our time to think of heaven…

Don’t let it go without making sure that you are changed… that you’re better…




It’s the month of good and peace … of inspiration and spirituality …month of MERCY and forgiveness.. it's the month of prayers...







If someday you caused a pain for someone …
If someday you hurt someone…
If someday you caused a wound …

It’s the time to say sorry

If someday you tasted the pain and sorrow because of anyone …

It’s the time to taste forgiveness and tolerance …
It’s the time to live in peace …

And …

If you think you’re bad person..
If you believe you’re evil …
If you’ve committed every sin on earth even…

You deserve to be better… because it’s never too late …
You lived till Ramadan… it’s a message from God then that you can be better…don’t let it go for nothing please !


Believe in Ramadan, then you’ll believe in yourself …

Ramadan kareem …
Kol sna we ento TAYBEEEN

Miral el masry …

Saturday, August 2, 2008

فرصة للحياة...




مستلقية وحدها فى عرض البحر, بعيدة عن اليابس , بعيدة عن الناس ... وحدها تحركها الأمواج الهادئة برقة... هى فى منتصف البحر ... لا تملك قرار الرجوع... فلا تملك إلا الإستسلام لهذه الرغبة القوية فى البقاء هنا...كما كانت تتمنى, بعيدة عن أعين الناس ... فى أمان بين احضان البحر الغامض... بلا أحلام .. بلا مستقبل .. هى وحدها تتحكم بمصيرها الآن... فلن تلاحقها نظرات الناس من جديد , لن ترى المزيد من الدماء, لن تعيش فى صراع مرة أخرى, لن تتألم , لن تجبر على فراق من تحب بعد الآن, لن تسمع ما لا يرضيها و لن تتطال أيديهم جسدها... لن تضحى , و لن تبكى من أجل الآخرين , لا قرارت و لا إختبارات...لا أكاذيب.. لا قلق , لا خوف ... لا مزيد من الشهوات , لا قيود .. لا احكام , لا مزيد من الألم ...
لا دليل على الحياة غير صوت أنفاسها...

نسيم الهواء يلاطف جسدها بإستمرار فاستسلمت لإحساس الهدوء هذا , تاركة الحياة وراءها بما فيها, متجاهله أفكارها و لكنها مازالت لا تستطيع نسيان الآمها. لم تستطع تجاهل هذا الناقوس بداخلها الذى يوسوس لها بأن حياتها تنتهى كل لحظة , ليربطها بألمها أكثر و يقتل الأمل داخلها, لم تستطع إسكات نحيبها المستمر , لم تستطع أن تصالح الحياة, فلابد ان تكون هنا النهاية, بالرغم من إدراكها أن الآمها غير مستحقة, و أن همومها لا تقارن بهموم و مصائب الآخرين, فهذا ما تقوله الحكمة التى إكتسبتها مبكرا بالرغم من صغر سنها, و لكن إحساسها يجد اللذة فى البقاء بعيدة, و حيدة...
تعلم أن سنها صغير و أن ما رأته فى الحياة قليل فيه من الرحمة ما يكفى ان تستمر حياتها بصفاء ... تدرك أن أخطائها طبيعية و تؤمن ان البشرية طبيعتها ضعيفة, و لكنها لا تتقبل فكرة ضعفها , و لا تقوى على إحترام نفسها بالرغم من إحترام الناس لها...
التناقض يهواها و لا يفارقها ... وهى لم تستطع مقاومة هذا الزائر الدائم و لو لمرة, فهو واقعى و منطقى ... فهى تعلم من هى و لكنها لاتزال لا تعى الكثير مما تفعله, لتكتشف انها لا تعلم شيئا...
هى وحدها الآن , كما تمنت.. هربت و لكن مازالت روحها عالقة فى الدنيا... الذكريات عالقة فى ذهنها ...
بدأت تنظر الى السماء فى هذا النهار المشرق, لكنها لم تستطه.. قوة نور الشمس لم تعطيها الفرصة ... حاولت تخيل السماء صافية و جميلة حتى تسرب بعض التفاؤل لروحها...
سكوتها هو المسيطر ... استغرقت فى النوم بالرغم من خوفها... فهى قطعة صغيرة من الخشب تحملها بدون أى حماية... و لكن نشوتها بأنها تحررت من الناس أعطاها إحساس بالأمان...
الظلام سيطر ... و هى إستيقظت ... فتحت عينيها على جمال النجوم المتلألئة فى السماء... هى قادرة على الرؤية بوضوح الآن.. و لكنها خائفة, فلون الأمواج أصبح داكنا مليئا بالغموض و الشر... و صوت الأمواج ينذرها بخطر قريب... خافت لأنها وحدها...
تفاجئت.. نعم فيها شىء يحب الحياة... و يخشى الموت... هى لم ترحب بألمها و لكنها لم تقاومه ايضا, أرادت الهروب و أحبت الوحدة,, و لكنها لا تنوى البقاء ايضا ... لعلها تستحق فرصة أخري للحياة... فالسعادة ليست هبة أو قدر و إنما إختيار...
لعل الحياة ذاتها تستحق منها فرصة أخرى , فدائما ما كانت تقدم لها الكثير من الفرص ...


هل تعود ام تستمر فى الإستسلام حتى يأتى أجلها سريعا ؟؟ هل تعود الى ما يؤلمها لتشعر بالأمان من جديد؟



و أستيقظت من حلمى ... و لم تسنح لى الفرصة معرفة قرارها... ترى هل سأعرفه يوما ؟

Saturday, July 19, 2008

حسن و مرقص: رسالة عبر بريد عاطل..



اصبحت موضة السنيما هذه الأيام هى إلقاء الضوء على المشكلات… و زاحت عن نفسها حتى عبء الإقتراحات و إن لم نقل حلول لأنه ليس من أختصاصها…
و لكن ما أراه الآن أنها لا تقدم حتى الأسباب التى أدت الى هذه المشكلات و كأن دورها يقتصر على إستفزاز المشاهد و تشجيعه على كره البلد بما يحدث فيها …
و تطبيقا على ما سبق, نتناول فيلم حسن و مرقص:
لا أنكر ان اسم الفيلم اصاب العديد بالذهول م الترقب لما قد يقدمه هذا الفيلم و أيضا العديد من التوقعات خاصة و هو يصاحب عودة عمر الشريف الى السينما المصرية مرة أخرى…
الفيلم ينقل صورة حية من واقع نعيشه جميعا و يقدم بعض الحقائق التى نعلمها و لكن لا نقوى على الإعتراف بها, و بالرغم من أن الفكرة جديدة و صادمة توقعنا أن تدق ناقوس الخطر إلا أن ما رأيته يختلف تماما عما توقعته..
اعجبت ببداية الفيلم و التى تصور ذروة النفاق و التشقق الذى نعيشه و أختار مؤتمر الوحدة الوطنية بما يسبقه من شكاوى من الطرفين ضد بعضهما , فالمسيحيون لا يقدرون على بناء كنيسة إلا بقرار جمهورى و الذى قد يستغرق وقت طويل و المسلمين يحقدون على المسيحين الذين يحتكرون صناعة الذهب و الأدوية, و لكن داخل المؤتمر يهتفون بييحيا الهلال مع الصليب, ضحكنا … و شر البلية ما يضحك..
و لكن تبعت هذه البداية العديد و العديد من المشاهد المليئة بالسقطات و التى تعامل المشاهد على أنه ساذج, بداية من الاسلوب الذى تم تناول الفكرة به و إنتهاءا بالنهاية التى توقعها الجميع و أتناولهما فى النقاط التالية:

أولا: اعتمد الفيلم على طريقة الازدواجية, فالمواقف التى تحدث للاسرتين متطابقة و ليست حتى متشابهة, و هو اسلوب قديم يصيب المشاهد بالملل و يعطى لفيلم نكهة الكرتون.

ثانيا: ضعف حجة تغيير الهوية للطرفين, فالقسيس مرقص" عادل إمام", ألقى خطبة اقل من العادية فى مؤتمر الوحدة الوطنية لا تستدعى ان يظل تحت التهديد طوال حياته مما يستوجب تغيير هويته, فضلا عن كونه شخصية مسيحية مشهورة و إلا لما خطب فى هذا المؤتمر بأسم المسيحين,مما يجعل عملية تحويله من مسيحى الى مسلم عملية ساذجة . و على الصعيد الآخر يتوجب على امن الدولة حماية الشيخ محمود و أسرته من التهديد الذى يعرض حياتهم للخطر بتحويلهم الى اسرة مسيحية, و ذلك بعد وفاة اخيه "أمير خلية إرهابية" و الذى أوصى لأخية بالإمارة من بعده, فهل يعقل ان يترك جميع أفراد الجماعة و يوصى بالخلافة لشخص لا يعلم شيئا عما يفعلون بل و ضد اهداف الخلية اصلا.. و بسبب رفض الشيخ محمود تصبح حياة أسرته فى خطر فتتحول الأسرة المسلمة الى مسيحية.
و لا ادرى ما نفع تغيير الهوية, هل اخفوا وجوههم وراء اقنعة مثلا أم لبسوا قبعة الإخفاء؟؟

ثالثا: إذا تقبل المشاهد فكرة تغيير الهوية كحل للمشكلة, فهل يعقل أن يخطىء جهاز ذكى مثل أمن الدولة بتحويل هوية شخص بقصد حمايتة, الى شيخ يعتبره المسلمون قطب كبير و علاْمة فى الإسلام تتلهف الناس لمعرفة أراءه, بل و ناشط سياسى أيضا يطارده امن الدولة نفسه!!؟

رابعا: التكلف المعروف فى أفلام عادل إمام من تجمعات بدون داع و بدون منطق, فبعد تغيير هويته و إنتقاله الى المنيا, فى خلال يومين اصبح مقام تتنافس الناس على التبرك به, بأعداد غفيرة لا تتجمع فى مظاهرة , و تجمع الناس تحت المنزل لمجرد خروج بخار أو دخان البخور مما لا يلفت النظر من الأصل !

و بشكل عام تناول الفيلم مشكلة هامة و شائكة و دق الفيلم ناقوس الخطر بها, و لكن يؤسفنى الأ يقدم الفيلم و لو تفسير واحد, إجتماعى كان أو سياسى من وجهة نظر الكاتب أو حتى المخرج .
و بالرغم من كل هذه الملاحظات اثار الفيلم بعض الحقائق النى اعجبنى عرضها مثل:


- المؤتمرات الروتينية الفاشلة التى لا تقدم و لا تؤخر و ما هى إلا مجرد عادات من شأنها تغطية الواقع او الكوارث, فالغرض منها خداع الدولة و الناس بأن كل شىء على ما يرام حتى و لو كانت قنبلة على وشك الإنفجار.


تقوقع المسيحين على أنفسهم و قد جسدها فى المنزل الذى لا يقطنه إلا المسيحيون , مما يوضح حقيقة تفضيلهم لبعض فى العمل و السكن و الصداقة


تحفظ الطرفين فى التعامل مع بعضهما البعض, و اليقين فى أن الآخر بالضرورة يكرهه لأنه على غير ديانت.


مصر قديما كانت وحدة واحدة بدون تشققات حتى انهم كانوا يتعاملون بدون معرفة الديانة من الأصل و كانت مثال للإلتحام و الإنسجام و التناغم بين الأثنين أى الدولة الحقيقية.
و مع كل إحترامى للعاملين بالفيلم. فقد بذلوا جهد يحترم بغض النظر عن تكلف اداء عادل إمام كالعادة و تواضع أداء عمر الشريف الذى صدمنى ,و لكن ما زال محمد إمام يجذبنى و بالنهاية نجح الفيلم فى عرض قضية هامة , و التى تشجعنا على إصلاح ما أفسدته بعض القلوب السوداء.

Sunday, July 6, 2008

إعترافات مجهول...




عندما كان يأتيها هاجس يكبل كل طموحاتها و يظلم أنوار إيمانها ليعلن أن حياتها قد ماتت و سوف تظل تموت و تغتال حتى يتم إعلان ميلاد موتها...

رأيت طريقها مضاء بأحلام محاطة بجروح فى الأعماق لا يستطيع أحد النظر إليها و لا تستطيع هى تجاهلها, جروح تحتاج لجسور الأمل لإنقاذها من بؤر اليأس المنتشرة فى كل مكان ...

قد تكون كلماتى مليئة بالحزن و لكننى أصف ما أرى.. و ما شعرت به عندما قابلتها...

و هى ليست ضعيفة و لا حياتها هى المأساة الكبرى ... ولا هى مجردة من الإرادة للتغلب على هذه المحن... و لكنها هى فريدة من نوعها.. تحمل بداخلها تناقضات ... تساؤلات و مخاوف و قدر كبير من الطموحات و الأحلام... أبحرت داخلها و لم أخف...

تنزف أعينها بدموع تملأ البحار. دموع حارة,عزيرة و لامعة , و أحزانها تكفى لتغطية قارات بالظلام و اليأس...

أحلامها إن تحققت تحولت الدنيا الى جنة يسكنها ملائكة ...

مليئة بالشفافية و الغموض, يصعب قرائتها بالرغم من صراحتها التى تثير دهشتى...

حياتها على نار, و لكن بداخلها هى مجمدة, بلا دفء, بلا مشاعر, داخلها هو ساحة الصراع بين الأحزان و الظلمات لتصادقها ...

مزقتها أحزانها الى ذرات حزن لا ترى ... وهبها الله عقل يفكر فى كل كبد يعيش فيه, و قلب يشعر ليتألم من جفائها تجاه نفسها .. من قسوتها العميقة على ذاتها... ومن اللذة الكاذبة التى إستمتعت بها كلما غاصت فى الحرمان...

هى إمرأة عاشت لتعطى و لا تشعر إلا كلما رنت أجراس الحزن فى سمائها ... عاشت لتكون راحة و سكن, و لكنها كانت تعلم أنها بئر من الأحزان و الأسرار التى حفظتها داخلها لتقتلها ببطء...

كانت تشعر بالحياة فى الخيال التى غاصت فيه وحدها...

قتلت داخلها الإحساس و إكتفت بتمثيله لكل من يحتاجه...

خلق الإحساس كى تشتاق إليه, و خلق الناس معا حتى نعطى للحاجة معنى, و حتى تزيد همومنا و نتذوق السعادة للحظات... خلق الحب بدون شروط لكى ندفع ثمن إستمتاعنا به بخسارتنا لمن نحب ... خلق لنا القلب الذى يحب و القلب الذى يقتل... هكذا نظرت الى الحياة ...

أطلقت العنان لخيالها ليقتلها و هى تتنفس لعل فى قتله رحمة لن تعرفها... و لكن كان صوت أنفاسها هو المذكر دائما بأنها حية ترزق... أنفاسها كانت تجرحها و تتحداها تعلن إستمرار إنتصارها دائما... فكانت أنفاسها تعطيها جرعات من الأمل القاتل الذى يبعدها عن الموت و يقربها من الحياة , فيذكرها بكذباتها بأنها ماتت...

كانت حية تتمنى الموت و عندما جاء لم تستطيع الفرار مما كانت دائما تتمنى... عندما كان تحقيق حلمها حلم تعيش عليه...

و فى لحظاتها الأخيرة تمنت أن تعود بها السنون لكى تغير ما كانت عليه... لكانت تخلصت من هذا الحزء الذى ينبض أفكار و ذلك الجزء الذى يفكر مشاعر... و ذلك الجزء الذى رفضها قبل أن تعرفه, و ذلك الشخص الذى جاء ظلمه ليصدمها بأنها لن تحبه...

و إعترفاتى ترى نهايتها الآن عند قبرها...

Sunday, June 22, 2008

Some Sweet Shits in Life..!!


Ø Most of the time we’re linked to shame or pride that doesn’t really belong to us …
Ø Marriage is a business deal now… where the girl...Oh the “bride” is the good, and the apartment + the dower + the wedding is the price… so.. Ask about the prices first, because now it’s all about “how much do u have”…!!
Ø The girl is pampered only when she’s not married…
Ø Perfect wife for Egyptian man means: perfect extra-ordinary chef, knows how to clean well, knows how to adorn herself, giving much care to her body and favoured to ignore her mind… and knows the techniques of waiting her MAN, oh and of course .. SUBMISSIVE so the right equation would be “ perfect unpaid servant + woman in bed”!!!
Ø Bitches are the velvet of women, that’s why men love them and never marry them, because that way they can enjoy the pleasure only !!
Ø Having guests means that you’ll enjoy a wonderful night serving them…
Ø Families never run out of those sweet volunteers who spend their days and nights searching for grooms…so their visit actually means: get her ready for the show!!
Ø Freedom for the guy is a must to form his manhood rightly; where it’s a shame for the girl ...oh it’s the ultimate slackness…
Ø They classified women according to the virginity integument to : A miss and A madam, where
Miss means: “she’s not used yet, I can still be the first”,
Madam means: “burnt match Honey”.
Ø The real language of rings:
Engagement ring : “ sorry, reserved”.
Marriage ring: “ already taken.. why so late?”
Ø Acceleration for the guy means “ catch me if you can”… and believe me he’ll die to do… it’s his battle now !!
Ø The pregnant woman is like the machine and the land… the machine brings goods, and the woman brings humans, where the man’s sperms are the coins or the seeds…!!
Ø Every new day full of hope getting u closer to hope , maturity, achieving your goals.. is also getting u closer to death!!
Ø We’re living in this age where the dog is living like humans and served by them… and humans living like dogs !!
Ø We can choose how to live our life, although we never got the chance to choose this life … we’re born with an obligatory name, parents, history full of shame or pride, shape, country and religion… so you could fight to change few…
Ø Nothing really good or bad lasts…
Ø When the girl tell her fiancée I wanna go shopping.. she’s actually compensating a forgotten gift !!
Ø Man is never attracted to a girl mentally unless he is attracted physically… even the ugly guys!!
Ø Marriage is like death, as there’s no more chances, but marriage is optional end, you choose when and whom to marry, and we never do with death…
Ø Life is about progress, and females taste this progress better as follows:
1- when she’s a child, she’s parents property..
2- when she’s miss, she’s ready to be sold…
3- when she’s a madam, she’s a husband’s property…
Ø Smart husband allows his wife to work… not because he believes in her independence…but for two reasons: working wife means: busy cooking, cleaning, working, bringing up kids, so she’s got no time to discover his betrayal… and the second is sharing the expenditures…
Ø Men believe in equality between men and women.. only when they need women to share in the house expenditures !!
Ø The most beautiful and desirable creature “ woman”, is the most dangerous, and the most attacked !!
Ø Life never run out of ways to humiliate women … in every age, every country… every history…creative ways with silly justifications…
Ø Food and sex are the most wanted desires… but both needs a washout after !!
Ø People spend their times protecting their lives .. although it’s the only surely lost thing…
Ø People waste their present thinking of either their past or their future… although they don’t form both… history is history.. and future will never come with this lost present…!!
Ø We need pain to taste relief, we need sorrow to taste happiness, and we need darkness to enjoy the light !!
Ø Alimony is the obligatory price, the husband pays for his bad luck !!
Ø We spend our lives caring about satisfying people… although we’re sure they’ll never be satisfied…

Tuesday, May 20, 2008

لحظة حالمة...

وسط زحام الأوراق , و هى منغمسة فى القراءة و الحفظ, كانت ياسمين تحاول إرغام نفسها على التركيز... محاولة إجبار نفسها ألا تفكر فى ذلك اليوم الذى يقترب ويقترب ... اليوم الذى تنتظره من ثلاث سنوات منذ أن عرفت" يوسف", تخيلت نفسها فى هذا الفستان الزهرى المنفوش... المطرز بحبات فضية تكاد لا ترى من صغرها, الذى إستغرقها ثلاث أشهر لتجده , و شهد صراخ يوسف يأسا أن تستقر على واحد ...

تخيلت ذلك اليوم و هى تجلس بجانبه و الكل محتشد من حولهما, الفرحة تملأ المكان, و العيون تتحدث أفضل بكثير من الألسنة, و الأوراق الذهبية و الفضية و الملونة تتساقط عليهم من كل حانب,, و الورود على الجانبين, تخيلت دموع والديها المليئة بالفرحة و الرحمة, الجميع فرح و سعيد, و لكن مهما بلغت سعادتهم لن توازى سعادتها ...

و بالرغم من جمال هذه اللحظة الحالمة, و لكن عادت لترغم نفسها على مواصلة المذاكرة, فالغد يشهد آخر إمتحاناتها فى الجامعة لتودع الدراسة لأجل هى تقرره, استطاعت السيطرة على افكارها و استعادت تركيزها و لكن الإبتسامة لم تغادر شفتيها الوردية اللون, و الحيوية تملأ وجهها, و ملامحها راسمة الفرحة و التمنى, وخصلات شعرها الذهبى تتسابق لتلمس خديها بنعومة و رشاقة, لتنغمس أصابعها لترغمه على الرجوع ...

و أثناء قرائتها لهذا المقال الذى كان يتحدث عن شكل الطبقات الإجتماعية و تكوينه فى المجتمع, تذكرت محاضرتها الطويلة ل "يوسف" محاولة إفهامه أهمية تناسب شكل الطبقات و تأثيرها على المجتمع و إستنادها بأمثلة بالتطبيق على عدة بلدان, فهى تدرس علم الإجتماع الذى صممت على دراسته ليتوافق مع ميولها للإصلاح , و التى يعشقها يوسف من أجلها , و لكنها لا تتوقف عن التحدث فى السياسة و حال البلد و ما تريد فعله , فتنتقد أحداث اليوم و أوضاع الناس و احوالهم و تستعرض ما يتعرضون له من مآسى , و تظل تتحدث كثيرا و"يوسف" يستمع إليها بهذه الإبتسامة الغنية بالأحاسيس و المعانى, إعجابا بها بل و أحيانا إنبهارا, إحتراما لها, إرغاما لنفسه أن يستمع الى موضوعات لم يتخيل يوما ان يعرف من يهتم بها, فهو بعيد كل البعد عن السياسة و الفكر الإصلاحى, بل لم يخطر فى ذهنه يوما التفكير بها, فكل عمله عبارة عن نظريات و حسابات و مسائل معقدة, بعيدة عن السياسة و الإجتماع, و لكنه يحب" ياسمين" كما هى, فابتسامته مليئة بالحب,الدعم , الإعجاب و الإهتمام, إبتسامة تعطى لياسمين بريق و أمل فى مستقبل مشرق, و تزيدها ثقة بنفسها و بقدراتها, و تزيدها حبا ل "يوسف"....

أصدرت ضحكة عالية ,و لكن لم تلبث و أن اقفلت بكفيها الصوت, فهى الواحدة صباحا, الكل نائم, و كم هو غبى أن يستيقظ أحدهم و يراها تضحك بمفردها ... أخذت ملامحها شكل الجدية مرة أخرى, و لكن بعد لحظات عادت الإبتسامة و هى تواصل القراءة بحماس... جرس التليفون المزعج جدا إخترق أذنيها, فأخذت تمتم بكلمات

تشتم بها إخوتها و تتوعد بقتلهم, فهى تترجى كل من فى البيت يوميا تقليص عدد اجهزة التليفون حتى لا يصبح إتصال أحدهم إحتفالا فى المنزل! و لكن لا أحد يكترث لكلامها.

"السلام عليكم"..

ياسمين:" و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته"

"ياسمين؟"

ياسمين" أيوة, مين؟"

" يوسف فى مستشفى الرحمة يا ياسمين, لقوه واقع على الأرض فى أوضته, مبينطقش"

ياسمين: " يوسف !!! "

فى عدة ثوان كان والدها قد إستيقظ و قامت بإرتداء عباءة الصلاة و أمسكت بيد أبيها و هو مازال بملابس النوم, هى التى قامت بالقيادة , تضغط على البنزين بكل قوتها, مندفعة فى الطرقات.. و أبيها يتمتم بآيات قرآنية و أدعية..

و تسارعت المشاهد فى ذهنها, أول مرة رأت فيها "يوسف" عندما تعطلت سيارتها و قام هو بالتطوع بتبديل عجلة السيارة, حتى تتبعه لها من خلال رقم السيارة, حتى وصل الى بيتها, و سيل الدموع لا يتوقف, و ضربات قلبها تتسارع... و المشاهد لا تتوقف ,عندما كان ينتظرها يوميا أمام المنزل صباحا و هى ذاهبة الى الجامعة لمدة سنتين, لتلتقى عيونهما بدون كلمات , اليوم الذى طرق فيه باب بيتها, اليوم الذى تحددت فيه ميعاد الخطوبة, فرحتها و تعبه معها لإختيار الفستان...

وصلت الى المستشفى , رأت يوسف مع والديه و صاحبه و هو يسنده على كتفه, فابتسمت إإبتسامة دهشة وسط هذا الفيضان من الدموع, و عيناها تلاقت مع عين يوسف الذى قابلها بابتسامة هو الآخر مشاورا بيديه لها, و لكن

تصطدم بها سيارة أخرى, فتنقلب السيارة عدة مرات , عندما وصل "يوسف"

الى السيارة وجد الروحان قد غادرا...

و نذهب و لكن تبقى اللحظات الحالمة..

Sunday, April 27, 2008

IT's...















it's a heavy burden, am suffering from…

It's the permanent pain, am trying to fight…

It's the sorrow that am trying to get rid of…

It's the fate that I can't refuse…

It's the death that's so vague but still controlling…

It's the past that I can't forget…

It's the present that am not accepting…

It's the future that am not sure I can face..

It's the unknown that am scared of…

It's the truth that am escaping from …

It's the love that's rarely found…

It's the life that's obligatory lived…

It's the decisions that ruin my life…

It's the boredom that insists to chum…

It's the barriers that we should face…

It's the injustice that became the title of life…

It's the cruelness that dominates…

It's the corruption that spreads everywhere…

It's the danger that should be there…

It's the need that we misuse…

It's the chances that we exert effort to lose …

It's the chaos that is dominating thoughts…

It's the failure that leads to success or death…

It's the words that can not always express…

It's the faults that show us the way…

It's the friendship that we can't enjoy…

It's the faith that we're living to doubt…

It's the lies that life needs to be colored…

It's the shame that carps one and attracts others…

It's the desires that deform humanity…

It's the fake life we believe it's real …

It's the happiness that we seek…

It's the memories that live so far away… but still so near…

It's the dreams that's keeping me alive …

It's the imagination that saves me most of the time …

It's the passion that steals moments in life …

But…

It's still the darkness where I find myself …