Friday, April 26, 2013

دعوة لحب العاهرات..


أمر كل يوم بجانب العديد من الملاهى الليلية وأرى هؤلاءالنساء فى إنتظار إشارة منى ليقدمن أجسادهن مقابل 
 حفنة من النقود,كل يوم يفتننى جمال واحدة ولكن سرعان ما يملؤنى الغضب.. انظر إليها بإحتقار وانطلقبسيارتى بعيداً عن بؤرة الرذيلة تلك وأنا أردد “استغفر الله العظيم”.
اذهب إلى بيتى أجد زوجتى فى إنتظارى بعفتها وجمالهافيزيد إحتقارى لهن...ومرت الأيام على نفس الحال,  ولكن فى يوم وأنا فى طريقى للبيت, رأيتها جميلةوجذابة, لم أستطع أن اقاوم تلك الرغبة بداخلى, توقفت وبعد ثوان كانت داخل سيارتى,لم اتحدث, فقط نظرت فى عينيها لدقائق برفق.. ربما شفقة, رأيت عينيها مغرورقة بالدموع .. لعلهافهمتني..لم أستطع أن أراها جسد فقط.. رأيت فيها إنسان.. رأيت فيها أمي وأختي,واستحيت من كل رجل استباحها ثم سبها وغادروكأنه لم يفعل شيئاً.. 

سألتها إن كانت تود أن تشرب شيئاً.. فشكرتني بهدوء..فقررت أن أهديها كتاباً قبل أن أغادر.. كتاب عن فهم الله.. ثم تمنيت لها ليلةسعيدة وغادرت.. لن أنسى نظرتها الممتنة.. لن أنسى مسكتها لكتاب ربما لن تقرأهأبداً.. ولكنني فقط آثرت مصلحتها على رغبتي وشهوتي, فربما لأني أحببتها كإنسانوليس أداة..
غادرت و أنا سعيد لأنى عندما احببتها واحببت كل العاهراترأيت كيف يمكننى أن اساعدهن! وبدلاً من إحتقارهن ثم مشاركتهن الرذيلة, سألت نفسيلما لا نحبهن ونساعدهن بالإيثار؟
فالحب هو إنجذاب وشهوة وإيثار, ولكن للأسف لا يجمعنابالعاهرات غير الشهوة والإحتقار,أو إحدهما وابداً الإيثار, بالرغم من أنهن يعرضنلأن دائماً هناك من يطلب..

فنحن لا نبالى أن معظمهن قد تعرضن لتحرش جنسي فى الصغر,لا نبالي بالفقر والضعف, وعندما يقعن ننهال عليهن بالسكاكين لندمرهن ثم نحملهن كلالذنب ونفر هاربين بدلاً من أن نكون أيادى تنتشلهن وتنقذهن.
بالحب نستطيع أن نهزم رغبتنا فى مشاهدة الأفلام الإباحية,بالحب نستطيع أن نوقف التجارة بهؤلاء العاهرات.
وليس فقط من أجلهن, بل من أجلنا أيضاً, فأثبتت الدراسات أنهبعد سنوات من مشاهدة هذه المنتجات الإباحية يدرب الرجل عقله أن يرى المرأة مجرد أجزاء جنسية و يقيم المرأة بقدر الشهوةالذى يشعر به تجاهها ويهمل الشخصية والروح, فضلاً عن توقعه الزائف أنه بمقدورزوجته أن تكون كل هؤلاء النساء في إمرأة واحدة, وعندما لا يجد ما توقعه بعد زواجه  يصطدم بالواقع ويحبط , فيخسر حاضره ومستقبله كماخشر ماضيه.
هكذا انتهى جايسون إيفريت الواعظ الكاثوليكى المنادىبالعفة من خطابه مع مراهقين فى الخامسة عشر من عمرهم ليساعدهم على التغلب على شهواتهموالتوقف عن مشاهدة الأفلام الإباحية.
هذا هو شكل الخطاب الدينى فى المجتمع الغربى... بسيط.. حقيقيومنطقي..

فدعونا نتخيل شيخ أو داعية فى مدرسة ثانوية فى مصر, نتخيل شكل ولهجة خطابه؟
وهنا أنا لا أقلل من قيمة أو شأن ولا علم شيوخنا.. ولكنهدفي هو مقارنة الخطاب الدينى فى الدول العربية والغربية,  فالأول دائماً مشبع بالمنطق, الفلسفة, النقاش والذكاءفى إختيار اللهجة والمنهج حسب الجمهور دون تقليل من إيمانهم بالله ولا درجةتدينهم.. ودون أن أصنع من نفسى ملاك لا يخطأ, بينما الأخير دائماً محاط بأوامر ونواهىنكتفى بأنها إلهية أو دينية وننتظر أن يقتنع بها ويطبقها الناس دون تفكير دون سؤالدون مناقشة.. ونفس الناس التي تتبع دون تفكير هم الذين يصنعون من الشيخ او الداعيةرسول !

كم بيت يعانى من أزواج يقيمون علاقات مع عاهرات؟ أو منأبناء يشاهدون صور و أفلام لهؤلاء العاهرات؟ كم من شاب او شابة  يسألون أنفسهم ما الضرر فى مشاهدة المجلات اوالأفلام الإباحية؟ فهى ليست بزنى ولي الحق فى أن اضعف وأنا محاط بكل هذه الشهواتالتى تحاصرنى من كل جانب !
و كم مرة كانت الإجابة "بحرام حرام حرام" فقط!!؟
مصر تحتل المركز الثالث عالميا بحثاً عن الجنس على الإنترنتكما ذكرت صحيفة الأهرام, والمركز الثاني فى التحرش الجنسي كما ذكر المركز المصرىلحقوق المرأة فى مصر..
 لم تعد كلمة"حرام شرعا" كافية لتتوقف هذه الظواهر !
فعقولنا تحتاج لأكثر من مجرد احكام و أوامر دينية,فالدين منطق ولذلك قال الله تعالى :
"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِالْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ", صدق الله العظيم.
لم لا نستخدم المنطق, الحكمة والفلسفة لنساعد الناس علىتطويع  أنفسهم؟ إلى متى سنظل خائفين منالسؤال في الدين ونعتبره كفر وتجرأ وإنعدام إيمان وثقة بالله؟ بالرغم من أن القرآنأكد ان الجدل وجوده حقيقة مع وضوح الأحكام , فقد قال تعالى : وَلَقَدْ صَرَّفْنَافِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُأَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا.يعضكم قد يرى هذه الأية سلبية.. ولكنني أجدها واقعية.. مادام فطرة الإنسان علىالجدل واقع.. ‘ذا التعامل معها بحكمة لايد أن يكون واقع أيضاً

  لماذانغذى الروح بالدين ونهمل غذاء العقل والجسد بالمنطق والحجج ؟

  لم لا نعترفاننا من أكثر الشعوب تمسحاً بالدين وأقلهم إعمالاً بها؟ مع أننا نتفاخر بأننا دولةإسلامية ! ونتحسر على الإنحلال المتفشى فى الدولة الغربية ونجعل من أنفسنا أئمةعلى حسابهم وننعتهم بالكفرة؟
إلا أن فيهم من يفهمون وينادون بالإسلام بمنطقهم وفلسفتهمدون أن يُكتب فى البطاقة مسلم !

 وفي هذا السياق لا يحضرني إلا ما متبته أحدهن عن العاهرة التي ألقت بنفسها من البلكونة عارية بعدما اقتحمت قوات الشركة الشقة في أحد الأحياء الشعبية فرمت لها سيدة مفرش سرير يسترها.. فإذا بالذكرو الوحوش الذيت تبرءوا من إنسانيتهم إلا أن إنهالوا عليها يتسابقون ويتناوبون على إعتصايها أو سرقة لمسة أو مسكة من جسدها! 
أهذا ما منا سنفعل لو أحببنا أنفسنا وأحببناها؟

دعوتى لنحب العاهرات, هى دعوة جايسون ايفريت لنحاربالإباحية, نحاربها بالحب والإيثار.. هكذا إختار الواعظ " المسيحي"الأمريكى من الحب طريقاً ليس فقط  ليدعوإلى العفة والتوقف عن مشاهدة الإفلام الإباحية, بل ليدعو إلى الصبر والإيثار.. التضحيةوالاحتشام في ملابس المرأة..
 فهو يدعوللإسلام واختار من المنطق منهجاً ليقنع به كل من يريد المجادلة, فأحسن المجادلة عنالدين بالمنطق دون أن يذكره, فعندما إقتنع العقل سلمت له الروح و إندفعت وراءهتؤيده.
هذا المقال يعرض جانب من المجتمع الغربى الذي نعتبره منحط!

 إنها دعوة لإعمالالعقل وتنقية القلب.. دعوة للإعتراف بالمسئولية .. إنها دعوة لحب النفس وحب الناسوحب المجرم والمذنب والضعيف والتائه وتقديم يد المساعدة لهم بدلاً من المساهمة فيإنحلالهم بسلبيتنا أو بعنفنا.. إنها دعوة لأحياء الدين في أخلاقيتنا.. في سلوكياتنا.. إنها دعوة للحب..