Saturday, July 13, 2013

تخاريف لا معنى لها!

على شرفة هذا النهر الذي لم أزره قط.. أجلس وأمامي طاقم القهوة الفاخر.. أبيض تزين أطرافه ألوان ذهبية وزرقاء.. طبق فنجاني غير مستوية أطرافه لا هو دائرة ولا مربع شكله.. شكله عشوائي ولذلك أحبه..
أرتشف قهوتي ببطء.. فأنا لا أحب القهوة على أية حال ولكن أحياناً أجبرني على أن أفعل أشياء لا أحبها.. أتنفرد الدنيا بهذه الهواية وحدها؟ لا لابد أن تجد لها منازع.. وأنا أنازعها في نفسي..
أمسك قلمي.. أكتب كلمات لا معنى لها.. لن يقرأها أحد وإن قرأها أحدهم لن يفهمها.. ولكن لما نكتب إذا لم يقرأ أحدهم؟ إذا لم يعجب أحدهم؟
 لأن الكتابة قرار.. الكتابة عالم لا يسكنه إلا حفنة من المجانين الحكماء..
لا أدري إن كنت منهم.. لا أدري إذا كنت أكتب لأجد لي تصنيفاً وسط هذه العشوائية حولي.. ووسط هذا الضجيج أمر على الموجودين واحد بعد الآخر اسأله: أتدري من أكون؟ أتدري اين المفروض أن أكون؟ أتدري ما يناسبني أن أكونه؟
ينظر إلي الجميع بإستغراب.. لا يهم.. على الأقل جنوني يلفت النظر؟
لكن هل يمحي الجنون الألم؟ هل يناوره؟
لا بل يتحد معه لينتج شيئاً أكثر جنوناً أكثر الماً.. لا يغير شيئاً ولكن يعترف بضعف أنتج قوة.. وبقوة لن تؤدي بك إلا لضعف..
على أطراف مخي يجلس المشاهدون.. ينتظرون ماذا سأقدم لهم اليوم.. طبق حاذق أم حلو كثير سكره؟
لا أدري اليوم ساقدم طبق لن يأكله أحد.. ألا يمكن أن يكون الأكل للمشاهدة أحياناً؟ كاللعب والرسم على كرة البطيخ التي يشّرحها الرسام ليتباهى بقدرته على الرسم بالسكين.. الرسم بالقسوة أحياناً ينتج فن!
تخاريف لا معنى لها.. لا تنتظر أن تعرف ماذا أريد أن اقول.. فأنا لا أكتب لك.. ولا أكتب لأحد.. لأنني عندما أكتب لكم أفقد نفسي وأتوه عني وأقول ما لا أريد أن اقول.. ولذلك سيدي لا تحتاج إلى قراءة أي مما أكتب فهناك ملايين تكتب ما تريد ن تسمعه.. وإذا قررت البقاء لفترة أطول مع تخاريفي فاستمتع..
حسناً نعود إلى هذا الشاب الممسك بالناي الذي يعزف على ضفاف نهر أحبه لا أطوله.. لا أرى وجهه.. ممشوق جسده.. طويل ولكنه هزيل.. أتعزف ليكترث لك أحداً؟ يعجبني ما تعزف.. يعجبني ألمك.. اصفق لك هنا ولكنك لا تسمعني.. ولكن لا يهم..
عن الجمال.. أسالني كثيراً ما الجمال وأسميني أسماءاً كثيراً فكتوريا هو إسمي المفضل.. فكتوريا العذراء.. فكتوريا الجميلة وفكتوريا القوية بإختلاف نسخها.. أحبها.. فهي المجنونة المعقدة القوية المبهرة المنكسرة..
أيكون هناك جمال أفضل من جمال الخليط؟ 


استراح فنجاني من رجرجته في يدي ومن اقترابي غير المحبب له وتوقفت عن التفكير وقررت إرتداء فستاني المزين بخيوط متداخلة من الخلف.. وضعت القبعة المليئة بالريشات على شعراتي الذهبية.. إرتديت حذائي..
وتوجهت إلى الشارع..
لا أدري ماذا سافعل ربما سأبحث عن بعض الطيور البيضاء لأطعمها في غابة لا يوجد فيها غيري..
عزيزي فرناندو الذي لا أعرفك.. أتمنى أن تكون ناظر إلي كما كنت أنظر لعازف الناي.. صفق لي في رأسك.. وإحتضنني في قلبك.. لعلنا يوماً نتقابل في أذهان بعضنا؟ ثم تقبلني قبلة عنوة سأتبعها بصفعة على وجنتك لنقبل بعضنا قبلة أخرى قبل الوداع.. عزيزي فرناندو هذه المرة سأرحل..