Friday, January 11, 2013

حالي


حالي كحال قبيحاً في أرض الجمال.. كافراً في أرض الأيمان.. يائساً في أرض الأحلام..
حالي كحال وردة تصارع عاصفة قاسية لا تكترث لصرخاتها ولا لوجودها..
حالي كحال عجوز تحلم بالزفاف..
مشلولاً يحلم ببطولة الأوليمبيات..
كفيفاً يحلم بالنظر في المرآه..
حالي كحال  ضائعاً في طرقات بلد أجنبي.. لا يتكلم لغته و لا يقوى على الإنتظار فيه..
أنا شحاذاً لكل ما لا أملك.. مستهتراً بكل ما لدي..
أنا العاهرة التي لم تخطئ أبداُ.. أنا السافرة التي لم تفتن أحداً..

أنا باب تستتر خلفي كل النوايا و الأحلام.. و مرأة لكل أه  و وجع و داء..
أنا من أصرخ دون صوت.. و أنعي دون بكاء..
أنا من أضحك فتضحك لي السماء.. و بعد الضحك أسأل.. لماذا كان؟
حالي لا يسر و لا يحزن.. أنا نقطة استفهام!
أنا قطرة.. و زهرة و شمعة.. أنا سر دون عنوان..

أنا مفتاح لقفل لم يصنع.. انا بريق نجمة لن تسطع..
أنا كلمات من فمك لن تخرج.. أنا آلام في روحك لم تصدق..
فلا بقيت و لا خرجت.. و لا ثارت و لا سكنت..
أنا من لا تعرف الحياة و تخاصمها.. و عنها لا تستغنى..
فبها عين تحلم .. و بها قلب يخشى... و بها أمل يتخفى..
مال حياتي و مالي.. تطلبني و لا أعصي و لا أرضخ..

و لا أنكر حب أكرهه.. و لا أطلب كرهه أبداً..
و لا أعيش و لا أموت و لا أستمتع...
أنا من أعصي الإمكانية بتمرد..
تمرد عصي يأبى أن يركع..
و في الركوع سكنى و عز و فخر..
قوة و حكمة تسبح في نهر..
يبصر كل قلب أعمى.. يرشد كل مركب ضاع...
يروى كل أرواح عطشى.. يسكن كل إبليس هائج..
 و لكن للنفس ما تطلب.. و الهوى يخالفها..
و للروح ما تحلم .. و الجسد يقيدها..
و يظل عقلي يصادقني.. و أفكاري تصارحني..
أفبها أصل و أرضى؟ أم بها أتعب و أشقى؟