Saturday, July 19, 2008

حسن و مرقص: رسالة عبر بريد عاطل..



اصبحت موضة السنيما هذه الأيام هى إلقاء الضوء على المشكلات… و زاحت عن نفسها حتى عبء الإقتراحات و إن لم نقل حلول لأنه ليس من أختصاصها…
و لكن ما أراه الآن أنها لا تقدم حتى الأسباب التى أدت الى هذه المشكلات و كأن دورها يقتصر على إستفزاز المشاهد و تشجيعه على كره البلد بما يحدث فيها …
و تطبيقا على ما سبق, نتناول فيلم حسن و مرقص:
لا أنكر ان اسم الفيلم اصاب العديد بالذهول م الترقب لما قد يقدمه هذا الفيلم و أيضا العديد من التوقعات خاصة و هو يصاحب عودة عمر الشريف الى السينما المصرية مرة أخرى…
الفيلم ينقل صورة حية من واقع نعيشه جميعا و يقدم بعض الحقائق التى نعلمها و لكن لا نقوى على الإعتراف بها, و بالرغم من أن الفكرة جديدة و صادمة توقعنا أن تدق ناقوس الخطر إلا أن ما رأيته يختلف تماما عما توقعته..
اعجبت ببداية الفيلم و التى تصور ذروة النفاق و التشقق الذى نعيشه و أختار مؤتمر الوحدة الوطنية بما يسبقه من شكاوى من الطرفين ضد بعضهما , فالمسيحيون لا يقدرون على بناء كنيسة إلا بقرار جمهورى و الذى قد يستغرق وقت طويل و المسلمين يحقدون على المسيحين الذين يحتكرون صناعة الذهب و الأدوية, و لكن داخل المؤتمر يهتفون بييحيا الهلال مع الصليب, ضحكنا … و شر البلية ما يضحك..
و لكن تبعت هذه البداية العديد و العديد من المشاهد المليئة بالسقطات و التى تعامل المشاهد على أنه ساذج, بداية من الاسلوب الذى تم تناول الفكرة به و إنتهاءا بالنهاية التى توقعها الجميع و أتناولهما فى النقاط التالية:

أولا: اعتمد الفيلم على طريقة الازدواجية, فالمواقف التى تحدث للاسرتين متطابقة و ليست حتى متشابهة, و هو اسلوب قديم يصيب المشاهد بالملل و يعطى لفيلم نكهة الكرتون.

ثانيا: ضعف حجة تغيير الهوية للطرفين, فالقسيس مرقص" عادل إمام", ألقى خطبة اقل من العادية فى مؤتمر الوحدة الوطنية لا تستدعى ان يظل تحت التهديد طوال حياته مما يستوجب تغيير هويته, فضلا عن كونه شخصية مسيحية مشهورة و إلا لما خطب فى هذا المؤتمر بأسم المسيحين,مما يجعل عملية تحويله من مسيحى الى مسلم عملية ساذجة . و على الصعيد الآخر يتوجب على امن الدولة حماية الشيخ محمود و أسرته من التهديد الذى يعرض حياتهم للخطر بتحويلهم الى اسرة مسيحية, و ذلك بعد وفاة اخيه "أمير خلية إرهابية" و الذى أوصى لأخية بالإمارة من بعده, فهل يعقل ان يترك جميع أفراد الجماعة و يوصى بالخلافة لشخص لا يعلم شيئا عما يفعلون بل و ضد اهداف الخلية اصلا.. و بسبب رفض الشيخ محمود تصبح حياة أسرته فى خطر فتتحول الأسرة المسلمة الى مسيحية.
و لا ادرى ما نفع تغيير الهوية, هل اخفوا وجوههم وراء اقنعة مثلا أم لبسوا قبعة الإخفاء؟؟

ثالثا: إذا تقبل المشاهد فكرة تغيير الهوية كحل للمشكلة, فهل يعقل أن يخطىء جهاز ذكى مثل أمن الدولة بتحويل هوية شخص بقصد حمايتة, الى شيخ يعتبره المسلمون قطب كبير و علاْمة فى الإسلام تتلهف الناس لمعرفة أراءه, بل و ناشط سياسى أيضا يطارده امن الدولة نفسه!!؟

رابعا: التكلف المعروف فى أفلام عادل إمام من تجمعات بدون داع و بدون منطق, فبعد تغيير هويته و إنتقاله الى المنيا, فى خلال يومين اصبح مقام تتنافس الناس على التبرك به, بأعداد غفيرة لا تتجمع فى مظاهرة , و تجمع الناس تحت المنزل لمجرد خروج بخار أو دخان البخور مما لا يلفت النظر من الأصل !

و بشكل عام تناول الفيلم مشكلة هامة و شائكة و دق الفيلم ناقوس الخطر بها, و لكن يؤسفنى الأ يقدم الفيلم و لو تفسير واحد, إجتماعى كان أو سياسى من وجهة نظر الكاتب أو حتى المخرج .
و بالرغم من كل هذه الملاحظات اثار الفيلم بعض الحقائق النى اعجبنى عرضها مثل:


- المؤتمرات الروتينية الفاشلة التى لا تقدم و لا تؤخر و ما هى إلا مجرد عادات من شأنها تغطية الواقع او الكوارث, فالغرض منها خداع الدولة و الناس بأن كل شىء على ما يرام حتى و لو كانت قنبلة على وشك الإنفجار.


تقوقع المسيحين على أنفسهم و قد جسدها فى المنزل الذى لا يقطنه إلا المسيحيون , مما يوضح حقيقة تفضيلهم لبعض فى العمل و السكن و الصداقة


تحفظ الطرفين فى التعامل مع بعضهما البعض, و اليقين فى أن الآخر بالضرورة يكرهه لأنه على غير ديانت.


مصر قديما كانت وحدة واحدة بدون تشققات حتى انهم كانوا يتعاملون بدون معرفة الديانة من الأصل و كانت مثال للإلتحام و الإنسجام و التناغم بين الأثنين أى الدولة الحقيقية.
و مع كل إحترامى للعاملين بالفيلم. فقد بذلوا جهد يحترم بغض النظر عن تكلف اداء عادل إمام كالعادة و تواضع أداء عمر الشريف الذى صدمنى ,و لكن ما زال محمد إمام يجذبنى و بالنهاية نجح الفيلم فى عرض قضية هامة , و التى تشجعنا على إصلاح ما أفسدته بعض القلوب السوداء.

Sunday, July 6, 2008

إعترافات مجهول...




عندما كان يأتيها هاجس يكبل كل طموحاتها و يظلم أنوار إيمانها ليعلن أن حياتها قد ماتت و سوف تظل تموت و تغتال حتى يتم إعلان ميلاد موتها...

رأيت طريقها مضاء بأحلام محاطة بجروح فى الأعماق لا يستطيع أحد النظر إليها و لا تستطيع هى تجاهلها, جروح تحتاج لجسور الأمل لإنقاذها من بؤر اليأس المنتشرة فى كل مكان ...

قد تكون كلماتى مليئة بالحزن و لكننى أصف ما أرى.. و ما شعرت به عندما قابلتها...

و هى ليست ضعيفة و لا حياتها هى المأساة الكبرى ... ولا هى مجردة من الإرادة للتغلب على هذه المحن... و لكنها هى فريدة من نوعها.. تحمل بداخلها تناقضات ... تساؤلات و مخاوف و قدر كبير من الطموحات و الأحلام... أبحرت داخلها و لم أخف...

تنزف أعينها بدموع تملأ البحار. دموع حارة,عزيرة و لامعة , و أحزانها تكفى لتغطية قارات بالظلام و اليأس...

أحلامها إن تحققت تحولت الدنيا الى جنة يسكنها ملائكة ...

مليئة بالشفافية و الغموض, يصعب قرائتها بالرغم من صراحتها التى تثير دهشتى...

حياتها على نار, و لكن بداخلها هى مجمدة, بلا دفء, بلا مشاعر, داخلها هو ساحة الصراع بين الأحزان و الظلمات لتصادقها ...

مزقتها أحزانها الى ذرات حزن لا ترى ... وهبها الله عقل يفكر فى كل كبد يعيش فيه, و قلب يشعر ليتألم من جفائها تجاه نفسها .. من قسوتها العميقة على ذاتها... ومن اللذة الكاذبة التى إستمتعت بها كلما غاصت فى الحرمان...

هى إمرأة عاشت لتعطى و لا تشعر إلا كلما رنت أجراس الحزن فى سمائها ... عاشت لتكون راحة و سكن, و لكنها كانت تعلم أنها بئر من الأحزان و الأسرار التى حفظتها داخلها لتقتلها ببطء...

كانت تشعر بالحياة فى الخيال التى غاصت فيه وحدها...

قتلت داخلها الإحساس و إكتفت بتمثيله لكل من يحتاجه...

خلق الإحساس كى تشتاق إليه, و خلق الناس معا حتى نعطى للحاجة معنى, و حتى تزيد همومنا و نتذوق السعادة للحظات... خلق الحب بدون شروط لكى ندفع ثمن إستمتاعنا به بخسارتنا لمن نحب ... خلق لنا القلب الذى يحب و القلب الذى يقتل... هكذا نظرت الى الحياة ...

أطلقت العنان لخيالها ليقتلها و هى تتنفس لعل فى قتله رحمة لن تعرفها... و لكن كان صوت أنفاسها هو المذكر دائما بأنها حية ترزق... أنفاسها كانت تجرحها و تتحداها تعلن إستمرار إنتصارها دائما... فكانت أنفاسها تعطيها جرعات من الأمل القاتل الذى يبعدها عن الموت و يقربها من الحياة , فيذكرها بكذباتها بأنها ماتت...

كانت حية تتمنى الموت و عندما جاء لم تستطيع الفرار مما كانت دائما تتمنى... عندما كان تحقيق حلمها حلم تعيش عليه...

و فى لحظاتها الأخيرة تمنت أن تعود بها السنون لكى تغير ما كانت عليه... لكانت تخلصت من هذا الحزء الذى ينبض أفكار و ذلك الجزء الذى يفكر مشاعر... و ذلك الجزء الذى رفضها قبل أن تعرفه, و ذلك الشخص الذى جاء ظلمه ليصدمها بأنها لن تحبه...

و إعترفاتى ترى نهايتها الآن عند قبرها...