و لكن ما أراه الآن أنها لا تقدم حتى الأسباب التى أدت الى هذه المشكلات و كأن دورها يقتصر على إستفزاز المشاهد و تشجيعه على كره البلد بما يحدث فيها …
و تطبيقا على ما سبق, نتناول فيلم حسن و مرقص:
لا أنكر ان اسم الفيلم اصاب العديد بالذهول م الترقب لما قد يقدمه هذا الفيلم و أيضا العديد من التوقعات خاصة و هو يصاحب عودة عمر الشريف الى السينما المصرية مرة أخرى…
الفيلم ينقل صورة حية من واقع نعيشه جميعا و يقدم بعض الحقائق التى نعلمها و لكن لا نقوى على الإعتراف بها, و بالرغم من أن الفكرة جديدة و صادمة توقعنا أن تدق ناقوس الخطر إلا أن ما رأيته يختلف تماما عما توقعته..
اعجبت ببداية الفيلم و التى تصور ذروة النفاق و التشقق الذى نعيشه و أختار مؤتمر الوحدة الوطنية بما يسبقه من شكاوى من الطرفين ضد بعضهما , فالمسيحيون لا يقدرون على بناء كنيسة إلا بقرار جمهورى و الذى قد يستغرق وقت طويل و المسلمين يحقدون على المسيحين الذين يحتكرون صناعة الذهب و الأدوية, و لكن داخل المؤتمر يهتفون بييحيا الهلال مع الصليب, ضحكنا … و شر البلية ما يضحك..
و لكن تبعت هذه البداية العديد و العديد من المشاهد المليئة بالسقطات و التى تعامل المشاهد على أنه ساذج, بداية من الاسلوب الذى تم تناول الفكرة به و إنتهاءا بالنهاية التى توقعها الجميع و أتناولهما فى النقاط التالية:
أولا: اعتمد الفيلم على طريقة الازدواجية, فالمواقف التى تحدث للاسرتين متطابقة و ليست حتى متشابهة, و هو اسلوب قديم يصيب المشاهد بالملل و يعطى لفيلم نكهة الكرتون.
ثانيا: ضعف حجة تغيير الهوية للطرفين, فالقسيس مرقص" عادل إمام", ألقى خطبة اقل من العادية فى مؤتمر الوحدة الوطنية لا تستدعى ان يظل تحت التهديد طوال حياته مما يستوجب تغيير هويته, فضلا عن كونه شخصية مسيحية مشهورة و إلا لما خطب فى هذا المؤتمر بأسم المسيحين,مما يجعل عملية تحويله من مسيحى الى مسلم عملية ساذجة . و على الصعيد الآخر يتوجب على امن الدولة حماية الشيخ محمود و أسرته من التهديد الذى يعرض حياتهم للخطر بتحويلهم الى اسرة مسيحية, و ذلك بعد وفاة اخيه "أمير خلية إرهابية" و الذى أوصى لأخية بالإمارة من بعده, فهل يعقل ان يترك جميع أفراد الجماعة و يوصى بالخلافة لشخص لا يعلم شيئا عما يفعلون بل و ضد اهداف الخلية اصلا.. و بسبب رفض الشيخ محمود تصبح حياة أسرته فى خطر فتتحول الأسرة المسلمة الى مسيحية.
و لا ادرى ما نفع تغيير الهوية, هل اخفوا وجوههم وراء اقنعة مثلا أم لبسوا قبعة الإخفاء؟؟
ثالثا: إذا تقبل المشاهد فكرة تغيير الهوية كحل للمشكلة, فهل يعقل أن يخطىء جهاز ذكى مثل أمن الدولة بتحويل هوية شخص بقصد حمايتة, الى شيخ يعتبره المسلمون قطب كبير و علاْمة فى الإسلام تتلهف الناس لمعرفة أراءه, بل و ناشط سياسى أيضا يطارده امن الدولة نفسه!!؟
رابعا: التكلف المعروف فى أفلام عادل إمام من تجمعات بدون داع و بدون منطق, فبعد تغيير هويته و إنتقاله الى المنيا, فى خلال يومين اصبح مقام تتنافس الناس على التبرك به, بأعداد غفيرة لا تتجمع فى مظاهرة , و تجمع الناس تحت المنزل لمجرد خروج بخار أو دخان البخور مما لا يلفت النظر من الأصل !
و بشكل عام تناول الفيلم مشكلة هامة و شائكة و دق الفيلم ناقوس الخطر بها, و لكن يؤسفنى الأ يقدم الفيلم و لو تفسير واحد, إجتماعى كان أو سياسى من وجهة نظر الكاتب أو حتى المخرج .
و بالرغم من كل هذه الملاحظات اثار الفيلم بعض الحقائق النى اعجبنى عرضها مثل:
و مع كل إحترامى للعاملين بالفيلم. فقد بذلوا جهد يحترم بغض النظر عن تكلف اداء عادل إمام كالعادة و تواضع أداء عمر الشريف الذى صدمنى ,و لكن ما زال محمد إمام يجذبنى و بالنهاية نجح الفيلم فى عرض قضية هامة , و التى تشجعنا على إصلاح ما أفسدته بعض القلوب السوداء.