Tuesday, July 3, 2012

خائفة من شئ ما!

تقاس حضارة المجتمعات, بحال المرأة فيه!
مقولة أصدقها وأؤمن بها بعمق!
فلينظر العرب إلى مجتمعاتهم كيف تأخرت , إلى عقولهم كيف ضحلت..
فلنقارن عدد النساء المنتجات, المستنيرات.. المفكرات الحائزات على جوائز عالمية في الأدب والعلوم والفنون.. المتقلدات لمناصب سيادية في الغرب بفجوره وكفره كما تدعون,  وعدد النساء ضحلات الفكر معدومات الإرادة, مكبلات الفكر والحركة في بلادنا العربية والإسلامية المُحافظة التي تدعي التدين والأخلاق والإستنارة.
فلننظر إلى الأجيال التي تربيها السيدات العاملات المتعلمات في الغرب .. والنشأ الذي يخرج من بيوت رباتها نساء لا يفقهن إلا الطبخ والموضة -إلا من رحم ربي منهن-!  
فلنقارن عقول سيدات الغرب اللاتي نشأن في بيئة حرة علمتهن التفكير, النقد, المحاورة والإبداع.. وعقول سيدات نضجن في غرف مغلقة لم تعلمهن إلا الطاعة فأصبح أكبر همومهن تفاهة وأكبر إهتماتهن ضحالة !
فكم عالمة لدينا نحن العرب؟ كم وزيرة في وزارات سيادية كالداخلية, الدفاع, الخارجية أو حتى التعليم؟  كم سفيرة؟ بل كم كاتبة وشاعرة وقاضية؟ كم رئيسة جمهورية؟
وكم إمرأة تقضي ثلاثة أرباع يومها أمام التلفاز والمسلسلات وبرامج الطبخ والموضة و الكلام في التليفون للنميمة على الفنانين أو حتى التسوق؟
كم إمرأة في العرب تستطيع أن تحاورك وتجادلك؟ تستطيع أن تنظر وتفسر؟
حتى الإجتهاد وتفسير النصوص الدينية إحتكره الرجال لقرون! فاين رؤية المرأة في التفسير والإجتهاد ؟
آه نسيت أننا مجتمعات مريضة بفيروس القوامة التي لا تعلمون معناها حتى! فالقوامة هي القيام على الخدمة كما هي في اللغة, وإنما عندكم هي القوامة المتعجرفة المقدسة المحقرة لنا والتي تبيح لكم أن تسجونها باسم الشرف, تكبلوها باسم الخوف, تحجموا طموحاتها وقدراتها باسم الدين والطبيعة!
ثم يطل علينا كل عصر فيمٌن علينا ببعض "المسموحات"!, تمنع المرأة من العمل في مجالات مثل الشرطة والقضاء والرئاسة وحقول البترول... إلى آخره .. ونجادل بشأن كفائتها لتولي هذه المناصب من عدمه  ثم يُسمح لها بالعمل فيها وكأنه منحة وليس حق!
في مجتمعات تُحرم من التصويت, ثم تعطى الحق.. تحرم من القيادة ولا تعطى الحق في مجتمعات أخرى.
ويستمر مسلسل المن برعاية عقولكم!  
ببساطة!  تنشأ المرأة في مجتمعاتنا مذنبة بلا ذنب, متهمة إحتياطيا!
تنشأ "خائفة من شئ ما"!
منصبة إهتماماتها على المحافظة على "الشرف" وإصطياد العريس! وإن لم تفعل تكن معقدة مختلة مهجورة مرفوضة... ومذنبة!
حيث تنصب إهتمامات الوالدان على تعريف المرأة بأهميتها في الحياة, أنها تذاكر لتنجح, لتحمل شهادة, لتجد الزوج المناسب لتصبح أما صالحة.
ولذلك لا تنجح المرأة في مجتمعاتنا أبدا إلا بالزواج! فبدونه يكون نجاحها منقوص ومحاط بالعديد من علامات الإستفهام.. وليست بالضرورة بريئة أو عفيفة!
أحتكر النجاح الرجال, وحين تطمح أو تنجح المرأة تتهم بمزاحمة الرجل في "لقمة عيشه"! أو تسمى إستثناءا! بلى هي إستثناء في التمرد على واقع يريدها عديمة المنفعة إلا فيما يحدده هو! ولكنها ليست إستثناء في عالم النسوة اللاتي لم تمكنهن قوتهن المحدودة على التمرد على واقع ظالم وسطحي ينتج أجيال من نساء مريضات نفسيا, فاقدات الثقة في قدراتهن, معتمدات على الآخرين, مطاردات بشعور عدم الأمان!
أنتم تكذبون على أنفسكم!
فلا تدعون الدين! ولا تدعون العقل والعقلانية!
فحال أمتكم إنحرف إلى الهاوية.. ففي رحاب ثقافتكم نما الجهل وتشعب وتسرطن, وخرجت أجيال تحمل إنغلاق الفكر جينات نفخر نحن بها حين نقول مثلا "لا ده صعيدي  يعني راجل أوي"!
ففي رحاب ثقافتكم طردت الحرية وكأنها إبليس وكأنكم معدومي الإرادة ضعاف النفوس.. تحتاجون لقيود الثقافة لتحفظ شرفكم؟ وهل بهذا تكونوا شرفاء؟
أليس الشرف كالإيمان إختيار من إرادة حرة.. حرة؟؟
ولكن أنتم قوم لا تنفكون تتكاثرون القهر والجهل! فلابد أن يتوقف هذا النسل! لابد أن تكون هناك إنفراجة أمل.. إنفراجة لن تبدأ إلا بالمرأة.
لن أقول إعطوا المرأة حريتها وحقها! بل أقول انتزعي انت حقوقك وإرفعي رأسك..
فليست كل أنثى إمرأة!!


No comments: