Thursday, April 24, 2008

باب من الجحيم...


و يمضى الزمن لأكتشف جوانب اخرى من الطبيعة الإنسانية, جوانب متناقضة و متناغمة .... جوانب عميقة وخطيرة, محيرة و لكنها شيقة... جوانب تتقمص البراءة ببراعة لا تتحملها اإلا هذه الدنيا ... خلق الله داخلنا طاقات لا حدود لها , اأسرار و براكين كالقنابل الموقوتة لا تلبث أن تنفجر عندما تجرح الكرامة , عندما تنهار الأحلام بسبب ظلم بين و متقن , عندما تدهس نوايانا السليمة و تصطدم بحائط الحياة القاسى!!

تنفجر هذه الطاقات لتفسح الطريق للكائن الشرير بداخلنا بدافع الإنتقام اللذيذ الحار, و كأنه يرى فى الإنتقام وسيلة لإسترجاع حقه أو تعويض لحظات الحزن يرى فى الإنتقام سلاح للدفاع عن نفسه بعدما فشلت سبل الخير و نفذ الصبر... و عندما يخرج هذا الكائن يغطى أعيننا بإحكام و كأ،ه كان يعانى من كبت نهايته الإنفجار.. يخرج الكائن ليعلن للجميع انه حى .. انه قادر على حجب الرؤية عن صاحبه ليسيطر هو !!! عندما يسيطر الإنتقام فلا مكان للتسامح داخلنا, فتتلون الحياة بأضواء سوداء قوية .. تصبح حياة باردة قاسية .. حياة يتحول فيها الحمام الى صقور و السمك الى تماسيح مفترسة ...

تجارب تغير شخصيات و مفاهيم و مواقف تملىء خزينة الذكريات بالوقود الذى يزود هذا الكائن بالدوافع المطلوبة للتبرير... أفعال خطيرة كلها تستتر وراء ستار الإنتقام و بعد ان كان الإنتقام وسيلة للدفاع يصبح غاية يتلذذ من يفكر فيها ليتبعوا مقولة إدوارد جيبون " الإنتقام مربح" , فيصبح جزء من الحياة و كارت أخضر للاحلام المؤذية و الجميلة معا , المشروعة و الغير مشروعة, يمضى الزمن بين أناس خلقوا ليتحابوا و ليعبشوا فى سلام ليسلعد كل منهم الآخر, ليجعلوا على هذه الأرض "حياة"..


و الحياة تخلق مآسى ...
و المآسى تسبب آلام ...
و الالآم تترك فينا جزء و تعطينا جزء للتخلص منه...
و نتخلص منه بالأفكار ..
و الأفكار بيئة الشيطان...
فقلما تخلو فكرة من لمسات الشيطان ...
و الأفكار و الشيطان و الذكاء مع الألم تخلق لذة الإنتقام .. شهوة الشر.. حب الأذى... و أينما وجدت اللذة كان الأستمرار الرفيق .. و تتفتح ابواب الفكر لتفتح أبواب الجحيم , و تغلق أبواب الضمير.. نصنع الأذى بايدينا و نزرع الأشواك لنشاهد آخرين يتألمون بسبب جهدنا .. نراهم بعين دامية فرحة بعد أن ودعنا النقاء ...
و كل لذة تتحول لأخرى و كل ألم يتنظره آخر ... و ما من منجى !! غير الله..




1 comment:

أحمد منتصر said...

أستاذتنا

العبد لله بدأ بدعة جديدة وهيا تصحيح التدوينات سواء كانت مقالات أو قصص قصيرة لغويا. أرسلي العمل المراد تصحيحه إليّ على أن أعيده إليكِ مصححا لغويا ف أقرب وقت ممكن ونتحاسب كل شهرين

شوفي كده...