Wednesday, March 26, 2008

الحياة فى لحظة..!


و هى مستلقية على الرمال و كل ما حولها ساكن.. الصمت يسيطر على المكان .. اغمضت عينيها و ارخت جميع عضلات جسدها و استسلمت امام امواج البحر المتتالية ... فستانها الزهرى تأخذه لفحات الهواء ليلتصق بجسدها و يلاطف جلدها الناعم الرقيق ....
لا تسمع شيئا غير صوت ارتطام الأمواج .. و تراقب كيف تهدأ كلما وصلت الى الرمال ترويها و تعود من حيث اتت... و تتأمل كيف تتصارع الامواج لتصل الى الرمال للحظات و تعود و هى لا تعلم ان كانت سوف تأتى مرة اخرى ام هى رحلة الوداع؟ فهى كحال بنى آدم يتصارع ليصل الى القمة على امل البقاء و لكن سرعان ما يسقط ... مثلما تعود الأمواج!
المكان يحث على الاسترخاء و راحة الأعصاب .. هى وحدها كما تحب.. تجد نفسها عندما لا تكون محاصرة بعيون تشعر انها دائما تريد التهامها.. نعم تحب الوحدة و لكنها تشعر بالخوف .. الرهبة .. الترقب !!
اغمضت عينيها لترى ظلام حالك .. شىء يلامس جسدها .. انها افعى بلون الرمال .. تتمايل بثقل على فستانها الرقيق .. هى تجمدت مكانها .. تتنفس بصعوبة .. لا تقوى حتى على الصراخ.. هى منتظرة ان تضخ هذه الافعى سمها على جسدها الآن ... لامست المياة قدميها و انتفضت و فتحت عينيها .. انه حلم ليس حقيقة !! افعى .. لا يوجد افاعى فى هذا المكان؟ ماذا يحدث لها ؟ لماذا تحاصرها المخاوف و تطاردها الأجزان اينما ذهبت؟
هى فتاة جميلة و نقية .. ذكية .. هادئة و مفكرة .. و هذا المكان يدعوها للتفكير فى اشياء رومانسية و أكثر هدوءا.. على الاقل بعيدة عن العدوان او الخطر! لا بأس هى تستطيع ان تسيطر على نفسها .. و بعد ان تنفست بعمق .. شعرت بالضغط يزول و حالة الهدوء تعود مرة اخرى .. فابتسمت .. و لكنها كلما ابتسمت يسبق هذه الابتسامة ألم .. ألم يمزق نفسها .. روحها .. لا تدرى كبف او لماذا ؟ انها لا تعانى الفقر او مآسى الحياة المختلفة , لديها كل ما يجعلها اميرة.. انها اميرة شكلا و مضمونا جوهرها نقى و صافى .. و لكنها اميرة فى قصر مظلم, موحش, مخيف, كئيب, مهجور . مرعب!
انها تحتاج من يشعر بها , من يريدها بكل جوارحه.. من يحتاج اليها و يكملها من يبعث الطمأنينة الى حياتها .. مع انها تعلم مدى احتياجها لشريك الا انها تفضل الوحدة... فالعلاقات تجلب الخلافات التى لا تكره سواها .. و هى لن تسمح لأى شخص ايا كان مقدار حبه لها او حبها له ان يقيدها .. فهى كالطير يطير عندما يريد و اينما شاء .. يسبح فى الهواء الطلق بدون قيود او شروط بون عوائق, يستطيع ان يرتفع و يعبر اى حاجز مهما كان ارتفاعه او حجمه...!
و عندما اغمضت عينيها اخترق الامل تفكيرها من جديد...
انها ترى رداء ابيض مزخرف بورداته الذهبية الصغيرة ... انها هى من ترتديه.. رداء طويل و رقيق متناغم مع النسيم الجميل المحيط بها... و يرفرف حولها ... و تعلو شفتيها ابتسامة عريضة نقية مليئة بالتفاؤل و الامل .. مفعمة بالحباة.. و تسقط الزهور البيضاء عليها من السماء الصافية التى تزينها خيوط ذهبية رفيعة و تتساقط على الخضرة التى تزين الممرات التى تمشى فيها ... لفحات الهواء تداعبها .. تسحرها .. تشعر بنشوى لم تشعر بها من قبل ...
استيقظت على صوت الرعد المخيف ... اتسعت عينيها .. تشعر بالخطرفالسماء مليئة بالغيوم .. صوت الرعد يرعبها .. و الأمواج غاضبة ..و الرياح قوية و قاسية .. ماذا يجرى؟ امسكت اطراف ثوبها و بدأت تعدو بسرعة .. حتى حبات الرمال تهاجمها و الرياح تدفعها للوقوع .. انها مضطربة و خائفة .. و تلهث بسرعة و هى تنظر يمينا و شمالا بحركة هيستيرية... و صلت الى سيارتها و اغلقت الأقفال و انطلقت سريعا .. و كانت هى رسالة من الطبيعة .. من الله .. ان سنة الحياة هى عدم الاستقرار و التغير .. فالمياة انفذتها من افعى خيالها .. و الرياح ايقذتها من احلامها السعيدة !! و كانت تذكرة بحتمية تقلب الزمن و مرارة و حلاوة المفاجآت.. فهى ذكرتها بأنها مازالت تتنفس ...
و بشعرها الرمادى الآن تذكرت هذا اليوم .. و تنهدت و لامست وجهها الملىء بالتجاعيد .. و ابتسمت و شعرت ان الحياة لحظة..لحظة غامضة و لكنها حكيمة .. غالبا ما يحياها الفرد بمفرده.. وودعت الحياة الى الأبد بحكمتها :" دائما هناك علامات ترشدك الى الوصول ... و ان كنت لا تنتظر "!!

1 comment:

SERENITY8 said...

i think u're a very sentimental person who feels life to the most,,and here u are, the sifnals is useful indeed