Thursday, March 27, 2008

مرآة سوداء..


اراها كل يوم .. او أقصد اري وجهها كل يوم... و لكن لم يكن لى اتصال بها باى شكل ... فقد تعودت ات تتلاقى أعيننا فقط فى صمت و تفادى...و كانت يوم تضحك والآخر تضحك.. فهى تضحك كل يوم ... و احيانا تصبح بلا تعبير محدد على وجهها ... الذى غالبا ما يكون الحزن المخفى, فكبرياؤها يمنعها من اظهار الحزن الذى هو رفيقها الوحيد ..!
فهى تصر على ان تخفى ما بداخلها معتقدة ان ما من احد يستطيع اختراق اسوار ملامحها.. كفاها غموض.. اصررت ان اكلمها , و انتظرت .. انتظرت طويلا.. نعم سأواجهها ..!
و اتت, و انا وقفت مستعدة و على اتم استعداد لأواجهها ... وجهى فى وجهها ..
ابتسمت هى ... و ابتسمت انا ايضا!
و لكنها لم تتفوه بحرف واحد, ولا انا فعلت.. فقد كنت منتظرة ان اجد مجالا لفتح الحديث.. او حتى ان اقرر انهائه !
و مرت لحظات طويلة , و نحن لازلنا واقفتان ... رأيت فى عينيها دموع باسمة .. و افراح مليئة بالحزن العميق.. لم استطيع ان اسألها, لم استطع ضمها لأواسيها على ما لم تفصح به ! لم استطيع ان امسح هذه الدموع ..
لم تنطق شفتانا , و لكن دار بيننا حديث طويل , هى لم تتكلم و لكننى كنت مستمعة جيدة .. استمعت الى صوتها الذى لم تدرك انه منبعث من داخلها ..
لازات امامى تطلب المساعدة , تستغيث , و لكن لم يكن هناك ما استطيع فعله , بل وجدت نفسى استغيث انا الأخرى و اصرخ , لعلها الوسيلة الوحيدة التى اساندها بها ..
و اخذت ادعو لها , ارحمها يا رب و ان كان عذابها لحكمة فصبرها و قويها ..و ان كان سيطول فاهديها الطريق!
و اكتفيت بالدعاء لها و غادرت..
غادرت و انا اشعر بضيق , لم افرح بهذه المقابلة الصامتة العميقة ... فقد ارهقتنى و صدمتنى .. و لم اتمنى مقابلتها مرة اخرى .. و لكنى اعلم انى سأفعل!
فليس لديها سواى .. فقد رزقها الله بى و رزقنى بها ..
فمن قابلتها كانت............ انا !!!

No comments: